امين عام حزب راى - للشرق الاوسط - الجنوب --


* ما هي الأخطاء التي ارتكبت في الجنوب وأدت إلى ما وصل إليه الحال في الوقت الراهن؟
- الخطيئة الأولى التي ارتكبت في الجنوب هي انفراد طرف واحد بالسلطة بعد الاستقلال مباشرة في نوفمبر 1967م، وفرض الرأي الواحد والصوت الواحد والحزب الأوحد. ليس ذلك فقط.. بل وتبني نهج ماركسي لا يتلاءم ولا يتناسب مع طبيعة بلادنا وشعبنا، وأدى ذلك إلى موت عدن، التي كانت الميناء الثاني أو الثالث في العالم بعد نيويورك، وإلى قتل وسحل خيرة أبناء البلاد، وإلى هروب وهجرة خيرة العقول من الجنوب حينها، أما الخطيئة الثانية فهي قيام وحدة اندماجية عام 1990، وليس فيدرالية، بين حزبين ونظامين مختلفين؛ نظام ماركسي أو اشتراكي في الجنوب، ونظام رأسمالي أو إقطاعي في الشمال. ولم تقم تلك الوحدة على نيات صادقة بين الحزبين الحاكمين حينها (المؤتمر الشعبي العام في الشمال والحزب الاشتراكي في الجنوب). بل على حسابات خاصة بكل طرف، وكل ظل يتربص بالآخر حتى وقعت معركة صيف 1994 التي لا تزال تجر ذيولها على البلاد والعباد حتى اليوم، أما الخطيئة الثالثة فهي أن المنتصرين في حرب صيف 94 قد نظروا للجنوب أرضا وإنسانا كغنيمة حرب وليس كشركاء في وطن واحد ودولة وسلطة واحدة، وهو الأمر الذي لا يزال يعيشه الجنوب حتى اليوم، وهذا الواقع هو بمثابة الدافع والوقود الذي يحرك الحراك في الجنوب، ويقض مضجع كل جنوبي.
وقد تفرع عن الخطيئة الثالثة الكثير من الممارسات الخاطئة والمظالم البينة التي تؤكد على عقلية المنتصر، وتستخف بأبناء الجنوب، وتستولي على أرضهم وثرواتهم ووظائفهم؛ سواء في القوات المسلحة والأمن أو وظائف الدولة المهمة المختلفة الأخرى، وبدا وكأن هناك سياسة منهجية لتقويض كل مقومات الدولة في الجنوب؛ بدءا من الاستمرار في عدم الاهتمام بميناء عدن ومطارها، مرورا بخصخصة الكثير من المؤسسات الكبيرة في الجنوب والاستيلاء عليها من قبل المتنفذين بأسعار زهيدة، وبدا وكأن الشمال وتجاره ومتنفذيه يزدادون غنى، والجنوب وأهله يزداد فقرا على فقره، وكل ذلك أدى إلى المزيد من الشعور بالمرارة والغبن، وأدى إلى انطلاق الحراك وتصاعده ليشكل ظاهرة سياسية واجتماعية حية في مختلف مناطق الجنوب.
نحن كحزب لسنا مع مطلب الحراك بالانفصال أو فك الارتباط. وقدمنا بديلا عمليا وواقعيا هو تبني النظام الفيدرالي على إقليمين: شمال وجنوب. ولكننا في نفس الوقت نحترم خيارات الحراك ولا نسفهها، إنني أرى في الحراك ظاهرة سياسية حية وعظيمة يمكن أن يستفيد منها اليمن كله لو تم ترشيد الطروحات وتوحيد القيادات.
* هل تعتقد أن هناك إمكانية وخط عودة في مسيرة الحراك المطالب بما يسميه «فك الارتباط» أو «الانفصال»؟
- أرد بالقول إن الأغلبية في الجنوب لا تزال صامتة، وإذا ما شعرت هذه الأغلبية بأن هناك توجها حقيقيا وملموسا لدى السلطة الحاكمة في صنعاء لبدء إصلاحات سياسية حقيقية فيمكن أن يتراجع صوت الحراك ويعلو صوت هذه الأغلبية الصامتة، ولكن للأسف، لا أرى أي مؤشر على جدية السلطة والحزب الحاكم في إحداث أي إصلاحات حقيقية. وللأسف، أيضا، فإن الحزب الحاكم يعمل على طريقة «عمال التراحيل»، أي العمل باليومية و«ما بدا بدينا عليه» (أي لكل حادث حديث)، وها هو الحزب الحاكم قد ضرب عرض الحائط بفكرة الحوار الوطني، وها هو يسير على ما يبدو للدخول منفردا في الانتخابات المقبلة، ويعيد إنتاج أسوأ مما هو قائم الآن.
وملمح آخر من ملامح عدم جدية النظام في التعاطي مع مشكلات الوطن المتزايدة والمتصاعدة يظهر بوضوح في الخطاب السياسي والإعلامي للسلطة والحزب الحاكم بعد نجاح دورة «خليجي 20» الرياضية في عدن، فبدلا من أن يوظف هذا النجاح ليُحسب لكل أبناء اليمن ولتعزيز التلاحم الوطني وبدء صفحة جديدة، فإذا بالخطاب السياسي والإعلامي القصير النظر يحول هذا النجاح لمكائد سياسية وتصفية حسابات.ا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان