تغالبنا الايام فلا تتوقف وتخصم من رصيد اعمارنا فتزداد خطوات سيرنا نحو خط النهايه وفي غفله منا نتجاوز السنين والعقود من اعمارنا دون ادراك منا كما لو كنا سنعيش الدهر كله,انها صيروره الحياه الذي هندسها الخالق في ارضه. تلهو بنا الحياه في محطات كثر, ففي بواكير اعمارنا لا نستطيع الفكاك من ابائنا وامهاتنا ونغادر هذه المحطه الى سن الطيش لنرى انفسنا شبيهين بعنتره وشمشوم في حياه تمرد وجموح,انها كيمياء المرحله العمريه, بعدها ننتقل الى محطه التموضع بين الرجال والبحث عن مكان غالبا ما نطمح لتوسيعه وتكبيره فننجح تاره ونفشل اخرى,وتستهوينا ان نتزوج اجمل النساء وننجب اذكى الاولاد والبنات ونتباها بشتى الطرق صريحه او مبطنه وتستمر حياتنا تتارجح بين فشل ونجاح حب وكراهيه حزن وفرح ضيق وانشراح اصدقاء وخصوم تسليه وعمل جد وهزل وخلالها تتسلل السنوات ويشتد عودنا وتتوسع مداركنا ونقترب من ذروه نشاطنا وقمه عنفواننا,لنغادر بعدها الى المحطه التاليه, محطه الانحدار التدريجي فتخبو جذوه الشباب وعنفوانه شيأ فشيأ وتبداء علامات المشيب في ذوائبنا وتقل ساعات المرح وتزداد المشاكل من حولنا وتتكاثر الوعكات الصحيه ويغدو كل ما ذهب...