( المفجرون الأوائل لثورة 14 أكتوبر يتحدثون في ذكراها الـ48)

كانوا بمقتبل العمر في وطن يرضخ تحت وطأة احتلال إمبراطورية لا تغيب عنها
الشمس.. فجعلوا تحريره قبلتهم.. ببندقيتهم التقليدية وعزيمتهم الثورية
تحدوا طائرات وصواريخ الإمبراطورية فكانت حصيلتهم الانتصار.. ليجدوا
أنفسهم اليوم تحت وطأة احتلال داخلي أشد قسوة وأفضع جرماً من أجنبي الأمس
استباح أرضهم ونهب ثروتهم وطمس ثورتهم.. يعانون من الظلم والحرمان
والإنكار من قبل من لا يمت لوطنهم وثورتهم بصلة. . . ولكن أكثر ما يؤلمهم
من (استعمار الأخ) هو فرض واقع جعل جماهير الشعب تترحم على عهد من ثاروا
عليه بالأمس.. مؤكدين أن رد الاعتبار لثورة أكتوبر والوفاء لدماء الشهداء
لن يتحقق إلا بنبذ الفرقة وتوحيد الصفوف ومواصلة النضال على قاعدة
التصالح والتسامح حتى تحقيق الاستقلال الثاني وبنا الدولة الجنوبية
المدنية المستقلة.
كان هذا مقدمة لمن قبالتهم صحيفة ( ردفان ) مع عدد من الرعيل الأول من
مناضلي ثورة 14 أكتوبر ومن أبناء شرارتها الأولى (ردفان) فإلى الاستطلاع
التالي البداية كانت مع المناضل/ حسن زين أحمد (87) عاماً الذي أكد ( أن
الظلم والاضطهاد الذي كان يمارسه الاستعمار البريطاني بحق شعب الجنوب
ونهب ثرواته ومسح هويته خلال قرن ونيف هو الذي جعلنا نثور ضده ونحمل
السلاح في وجهة حتى طرد آخر جندي من جنوده وعند سؤالنا له عن دوره أبان
الكفاح المسلح أجاب ( بأنه كان من بين ملايين المناضلين وأنه لا يمن على
الثورة وهذا واجبه الأخلاقي والديني تجاه وطنه)) مشيراً بأنه ( عند تكليف
المكتب السياسي في تعز للمناضل نجيب صالح مليط تشكيل قيادة عسكرية في
جبهة ردفان الشرقية فقد كنت من ضمن واحد وعشرين قيادي وكانت مهمتي نائب
المسئول العسكري وكذا مسئولاً للتموين) مبدياً تحفظه تجاه ذكر الأشخاص
الذين شاركوا معه بقوله (أنهم كثيرون ولا أستطيع أن أخص فرد بنفسه لأن
جميع أبناء الجنوب شاركوا في الثورة وأن اختلفت المهام) أما عن ما يدعيه
نظام صنعاء بواحدية الثورة أكد حسن زين ( بأنها قامت أكثر من انتفاضه في
الجنوب والشمال ولم يكتب لها النجاح وعند انتصار ثورة مصر عام 52م بقيادة
الزعيم العربي جمال عبد الناصر بدأ قطار ربيع التحرر العربي بالتحرك..
لهذا فأنا أرى شخصياً بأن ثورة مصر هي الأم ـ حسب وصفه ـ مضيفاً بأن ثورة
الشمال لم تقدم لهم أي دعم وأن الدعم الذي كانوا يتحصلوا عليه كان من
الجيش المصري في الشمال ومن الدول الداعمة لحركات التحرر في ذلك الوقت
وعند سؤالنا له ماذا قدمت له الثورة أجاب بما قاله سابقاً بأنه لا يمن
على الثورة وأن حصوله على وسام الإخلاص ـ وميدالية حرب التحرير أغلى من
أي مكاسب ماديه مهما بلغت قيمتها . . وعند استعراضه لثورة أكتوبر ونضال
اليوم أكد ( بأن ثورة أكتوبر هي امتداد لربيع التحرر العربي وكانت كل
دولة تحصل على استقلالها تبدأ مباشرة في دعم ثورتنا مادياً ومعنوياً
وخاصة الجانب الإعلامي أمام اليوم فنحن محاطين بدول ترى بأنه إلى ضرورة
رص الصفوف ونبذ الخلافات وطي صفحات الماضي وحشد الجماهير وتكثيف النضال
لأنه بذلك سوف نرحل إلى غاياتنا المنشودة. وبالعودة إلى عهد الثورة عاد
بذاكرته إلى أجمل ثلاثة مواقف حددها باستجابة جميع المناطق لنداء الثورة
وتشكيل جبهات القتال في أكثر من منطقة وتحديد موقف الجبهة القومية من
الدمج القسري . . أما عن الموقف الذي سألته بسببه دموعه فرحاً فهو يوم
رفع علم دولة الجنوب في سماء يوم 30 نوفمبر 67م أما الآخر الذي سببه سألت
دموعه حزناً فهو يوم استباحت الجنوب في 7/7/1994م وفي حديثة لصحيفة
بنصيحته لشباب الجنوب (بأن يطلعوا على تاريخ الآباء والأجداد وكيف
استطاعوا أن يضعوا ثورة ويحرروا وطن. وأن يرصوا صفوفهم وينبذوا الأحقاد
والتعصبات المناطقية والقبلية والحزبية وأن يرسخوا قيم الديمقراطية وقبول
التعدد والتنوع واحترام الآخر وأنا على يقين بأن النصر حليفكم).
أما المناضل زيد مزاحم زيد البكري 89 عاماً أكد أن الدافع الذي جعلهم
يثورون على الاستعمار هو دافع ديني ووطني موضحاً أن أهم الأدوار التي قام
بها هو

قيادة إحدى الفرق الهجومية على مواقع الاستعمار.. ومتذكراً الأشخاص
الذين ناضل معهم أمثال محمود عبد الكريم سعيد صالح، ومحمود الداعري،
وصالح علي العرابي، والفضلي، والمجعلي وآخرون.. ومؤكداً أنه لا يوجد أي
دعم من إخواننا في المناطق الشمالية بالرغم ما قدموه لأخوانهم الشماليين
في ثورة سبتمبر وأنه لم يحصل على مستحقاته كغيرة من المناضلين وان وضعة
الصحي مريض فوق الفراش وعاجز عن الحركة. مبيناً أن الشبة بين ثورة أكتوبر
وحراك اليوم أن أكتوبر قامت ضد النصارى وكلمتنا ومترسنا واحد وحراك اليوم
ضد واحد تنّكر للوحدة وحولها إلى احتلال أما مستقبل الجنوب مرهوناً
بوحدته ضد كل المتآمرين عليه.. وقال أنه عندما تكون عندك عزيمة سوف ترى
عدوك يتساقط بسهولة. وأنه يحزن عندما يسمع إن إحدى زملائه المناضلين توفي
ويكون سعيداً عندما يرى رفاقه يكرموا على نضالهم.. وفي آخر حديثة قال
أنصح كل الشباب والمناضلين أن يتحدوا ضد الظلم ويكون الجنوب فوق كل
اعتبار ويحافظوا على ردفان ووحدته..!
المناضل أحمد شعفل معوضة 75 عاماً أكد لنا أن الدافع الذي جعلهم يثورون
ضد الاستعمار وهو دافع ديني وأخلاقي لمقاومة الاستعمار الذي فرض الجهل
والفقر والمرض واستباح الأرض ونهب الثروة فعزيمتنا كانت الأقوى وكان
النصر لنا مبيناً أهم الأدوار الذي قام بها: أولها كان اشتراكه في معركة
جبل البدوي يوم انطلاق الثورة التي استشهد فيها الشهيد راجح لبوزة وقد
كنت أنا وإياه في كهف واحد ليلة استشهاده وكذا المشاركة في معركة الربوة
ومعركة الثمير ومعركة حردبة. . متذكراً بعض رفاق دربه الذين ناضل إلى
جانبهم أمثال الشهيد لبوزة وقاسم حسين عوض وسالم جابر وصالح حسين عوض
وشبر الطليبي وعبد الحميد ناجي المحلئي وسعيد العنبوب وآخرين. . . مجيباً
على سؤالنا بمن يزعمون بواحدية الثورة
--
*(ابوسهيل2011*)يا أبناء الجنوب اتحدوا

ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الـ(48) لثورة 14 أكتوبر والرابعة لشهداء
الحراك السلمي بمنصة ردفان طاويين أربع سنوات متتالية من عمر نضالنا
السلمي عجزنا خلالها عن إيجاد مشروع وطني وخطاب إعلامي وأسلوب نضالي موحد
ومتكامل بل إننا عجزنا حتى في البحث عن مصدر مالي مؤسسي التمويل ومحدد
المقدار لنتمكن من ضبط موازنته في دعم أسر الشهداء ومعالجة الجرحى وتسيير
أنشطة الحراك.
أن الحديث عن عدم مشروع جنوبي موحد لا يعني عدم وجود مشاريع وطنية مطروحة
في الساحة الجنوبية ولكن الجميع عجز عن بلورتها في غالب واحد.. فهناك
مشروع فك الارتباط ويلتف حوله الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا الجنوبي
ومشروع الفيدرالية ومشروع الحكم المحلي وغيرها. . والمؤسف جداً أن هذا
التعدد لم يتم التعامل معه في إطار التنوع واحترام الرأي الآخر وتحول إلى
انقسام شعبي قد يؤثر سلباً في مسيرتنا الكفاحية والسبب في ذلك ادعاء كل
تيار بأن جماهير الشعب تلتف حول مشروعة وأنه الممثل الشرعي لهم وأن
الآخرين خونه ومدسوسين وعملاء. . وأعرف جيداً أن هذه الاتهامات وإقصاء
الآخر أما أن يكون ناتج عن التشدد في الحرص على مستقبل الجنوب ومشروعه
التحرري أو أن يكون ناتج عن التعبئة الخاطئة ولا مشكلة في ذلك ولكن
المشكلة تكمن في مربع آخر وهو أن تصدر هذا الاتهامات من قبل أشخاص وقوى
أصولية تطمح إلى إضعاف باقي القوى والشخصيات الجنوبية من خلال رفع الغطاء
الشعبي عنهم فكل ما تفكر فيه هو حكم الجنوب بدلاً من التفكير بكيفية
تحريرية وهذه القوى لا يهمها الفكر التحرري ورواده ومنفذية بل يهمها كيف
أن تفرق الساحة لها بدون منافس كما أن هذه القوى ليس لديها الاستعداد
للتضحية من أجل استغلال الجنوب فكل من يفكر بالحكم بعد النصر فهو غير
مستعد للاستشهاد قبل النصر.
على الجميع أن يعلم أن عدم الاعتراف بالشراكة النضالية الجنوبية يوصلنا
في النهاية إلى إنكار الشراكة في النصر والشراكة في الوطن . . علينا
احترام أي مشاريع جنوبية تطرح في الساحة فكل ما تقوله أو تطرحه القيادات
التاريخية سواء كان من قبل الرئيس علي سالم البيض أو علي ناصر محمد أو
حيدر أبو بكر العطاس أو ياسين سعيد نعمان أو مسدوس أو الجفري أو الأصنج
هي مشاريع جنوبية وأن اختلفت فجميعها تهدف إلى إيجاد حل عادل لقضية
الجنوب ـ علينا أن نمنح الفرصة لمفكرين وسياسيين الجنوب في استخدام
الوسائل التكتيكية والاستراتيجية لخدمة قضيتنا بدلاً من التربص بهم وخطف
نجاحاتهم . . ولكن علينا جميعاً بأن نؤمن بأنه لا يحق لأي تيار أو قوى أو
أشخاص بأن تقوم بتزكية مشروعها . . فشعب الجنوب هو صاحب الحق في تقرير
مصيره وعلى شعبنا أن يتحمل مسئولياته في اختيار أي مشروع . . فكفئ مصادرة
لحقوق هذا الشعب منذُ ستينات القرن الماضي فلم نعطية الحق أن يقرر مصيره
في أي منعطف من منعطفاته وكان آخرها حقه في الاستفتاء على الوحدة
المقتولة. . حان الوقت يا شعب الجنوب أن نتوحد في إطار احترام التنوع
والتعدد وعلى قاعدة التصالح والتسامح وبمعيار شعب الجنوب صاحب الحق في
تقرير مصيره.
عقيد متقاعد: حسن البيه

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان