جرحى ثورة الجنوب
لا يمل جرحى
الثورة الجنوبية من العطاء، رغم آلامهم لا يتزعزعون ولا يتزحزحون عن مواقفهم، هم
ثابتون صامدون وفاء لأرض أقلتهم وسماء أظلتهم، وفاء لمن قضوا نحبهم ومن احتجزت حريتهم
ومن سلب وطنهم. في مواجهة الإحتلال اليمني لا يملكون إلا صدورا عارية وأيد خالية وقلوبا
مطمئنة إلى الحق، يروون بدمائهم تراب الجنوب وبيوته وساحاته والميادين، وتظل
جراحهم شاهدة على المظلومية.
رغم الوجع والحزن
والواقع المرير يظهر جرحى الثورة الجنوبية أعلى درجات الصمود والمقاومة والصبر، يساندون
شعبهم في نضاله السلمي ضد الفساد والإستبداد والهيمنة، يساهمون في تثبيت الموقف وإعلاء
الكلمة الوطنية، ويشكلون بسعيهم وبذلهم جزءا لا يتجزأ من الحالة الثورية في
الجنوب.
وإذا كان هذا هو
مستوى إخلاص الجرحى لانتمائهم وهويتهم وقضيتهم، فإن وفاء الشعب لهم لا يقل قوة وصدقا
وتوهجا. كل المحافظات والشرائح والفئات ساهمت في دعم الجرحى ماديا ومعنويا
ومعالجتهم وإعالة أسرهم والتخفيف عن عيالهم.
هكذا رسم الشعب الجنوبي لوحة متميزة من التضامن
والتكافل الإجتماعي والوحدة السياسية، وأثبت أنه جسد لا يمكن تفكيكه وأنهار متدفقة
لا تستطيع كل القوى تحويلها عن مصبها الأساسي، مصب الحرية والإستقلال واستعادة
الدولة كاملة السيادة.
تعليقات
إرسال تعليق