الكذب ؟


يصبح الكذب جزءاً أساسياً من نسيج الوجود المتخلف، على مختلف الصعد وفي كل الظروف الكذب بين المتسلط والإنسان المقهور يعمم على كل العلاقات: كذب في الحب والزواج، كذب في الصداقة، كذب في ادّعاء القيم السامية، كذب في ادعاء الرجولة، كذب في المعرفة، كذب في الإيمان، كما يكذب المسؤول على المواطن وكما يكذب الموظف على صاحب الحاجة، وكما يكذب التاجر على المشتري، كذلك يكذب الحرفي على الزبون. معظم العلاقات زائفة، معظم الحوار تضليل وخداع، يكفي أن نرى كيف يزين الناس في العالم الثالث الأمور بعضهم لبعض حتى يتم استدراج الآخر واستغلاله، ذلك الاستدراج عندما ينجح يعدّ نوعاً من البراعة في التجارة والعمل والوظيفة وممارسة المسؤولية، وعندما يتحول العالم إلى زيف وتضليل يصبح لزاماً على كل واحد أن يلعب اللعبة كما تسمح له إمكانياته، والويل لذي النية الطيبة، إنه لايُغرّم فقط من خلال استغلاله بل يُزدرى باعتباره ساذجاً وغبياً. تدلنا علاقات التكاذب والتضليل على مدى الانهيار الذي ألمّ بقيمة الإنسان في العالم المتخلف، حين يتحول إلى مُضلِل أو ضحية تضليل، فالآخر ليس مكافئاً لنا، بل أداة نستغلها بمختلف الوسائل الممكنة أداة لخداعنا، ولكننا في النهاية نحكم على إنسانيتنا بالتبخيس من خلال هذا الخداع-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان