مذكرات ضابط لحج..
إعترافات ضابط سابق بالأمن السياسي يروي تفاصيل الإرهاب في لحج ويشهد لرجل الدولة والامن صالح السيد . موضوع شيق يستحق المتابعة
*حكومة لا تنجب إلا الألم والمعاناة*
*شهادة للتأريخ*
أنا أحد ضباط جهاز الامن السياسي السابق في محافظة لحج،كنت أنا وزملائي في هذا الجهاز، وايضاً ضباط البحث الجنائي وغيرنا الكثير من الكوادر الجنوبيه، نعتبر مفاتيح الجنة للعناصر الارهابية والمتطرفة،وكان قتلنا يعتبر بمثابة تقديم قربان يحتوي شرف الدنيا والاخرة -حد زعمهم- فقتلوا منا المئات في كل شارع وحي وسوق،حتى بلغ تعداد قتلئ العمليات الارهابية في الحوطة وتبن اكثر من *160* شخصية عسكرية وأمنية ومدنية ،تضرجت بدماءها شوارع الحوطة وازقتها، وأمام مرأى ومسمع من الكل ،وبدون رادع او زاجر، فحزمت أمتعتي وأسرتي *وهربت من الموت* المحتوم الى العاصمة عدن، كما فعل الكثير من الضباط واصحاب الاموال ايضاً، ولم افكر ان يأتي يوم من الايام استطيع فيه العودة الى حوطة لحج-مسقط رأسي- التي تحولت الى *إمارة داعشية* كبيرة، يتقاسم حكمها تنظيمات ارهابية (القاعدة وداعش)اضافة الئ البلاطجة والقتلة.
استقريت في عدن وقطعت صلتي بكل من اعرفهم الا القليل ،وكنت اتابع مايجري في مدينتي بألم ،فقد وصلت الى اسوء مستوى من الارهاب والتطرف ،والعصابات المسلحة ،والتقطع ،والنهب والسلب، والقتل، والفوضى، واستمرار مسلسل الدماء فيها لكل من له صله بالعمل الأمني او الاستخباراتي..بل اصبح الخط الرابط بين عدن ولحج من منطقة الرباط وصولاً إلى العند يسمى *طريق الموت* حيث يتم التقطع لأي مواطن لدية سيارة جديدة ،او ينتمي لمنطقة معينة، وتم *قتل* وسحل عدد كبير في هذا الطريق المظلم، ليس لذنب ارتكبه بل لانه عابر سبيل فقط.
ولم يكتفوا بذلك بل نهبوا البنك المركزي والبريد واستولوا على اكثر من *مليار ونصف* ونهبوا خزائن أموال جميع المستودعات والمصانع والمخازن، وصادروا كل شي فيها من (حديد واخشاب ومعدات وسيارات) وارجعوها على البلاط كأنها خرابة خاوية على عروشها.
ولم يكتفوا بذلك بل انتقلوا الى المباني الحكومية والخدمية فنهبوا كل شي فيها نهبوا *آليات ومعدات الزراعة والمياة والطرقات والكهرباء والاشغال والتربية والصحة والمحافظة وصندوق النظافه وادارة امن المحافظة والشرط والمعسكرات والاحوال المدنية والمرور وجميع المكاتب الخدمية والامنية بدون استثناء*،
ولم يكتفوا بذلك بل قاموا (بتفجير)جميع *المباني الامنيةوتدميرها* بشكل كامل ،ابتداءً بإدارة أمن المحافظة التي تم تدميرها بشكل كلي،ومبنى الامن السياسي، ومعسكر القوات الخاصة، ومعسكر النجدة.
فنزح اغلب السكان من الحوطه وتبن، منهم من انتقل الى عدن، ومنهم من نزح الى محافظات اخرى، فقلت في نفسي حينها هؤلاء لايقدر عليهم أحد ،فلديهم من القوة والدعم مايعجز عنه اقوى الجيوش المدربه والمجهزة بأنواع العتاد، وتذكرت الفترة من ٢٠١١ وما بعدها قبل حرب الحوثي عند بدائنا الحرب على الارهاب آنذاك في لحج تمت محاصرة الحوطة بستة الوية مجهزة بكامل العتاد والاسلحه والاليات والمدرعات والدبابات والعربات وبتغطية متواصلة من الطيران، وايضاً وجود *فريق امريكي* متكامل بكل امكانياته في قاعدة العند آنذاك خاص لمحاربة الارهاب.. ولكن لم تستطيع كل هذه القوات بمعداتها حتى الدخول الى سوق الحوطة والاستقرار فيه، واكتفت بعمل طوق على الحوطة من اتجاه الحمراء ،ومن اتجاة معسكر عباس، وكانوا يتعرضون للاستهداف بشكل يومي راح ضحيته الكثير من الجنود والضباط والاليات.
وعند بداية حرب الحوثي ذاع صيت اسماء هؤلاء الاهاربين الذين اذاقوا لحج الويلات كقيادات في المقاومة الجنوبيه واستمروا بالتغرير بصغار السن، والمغرر بهم، وضعاف النفوس، واصحاب السوابق،(واصبحوا يمتلكون معدات ثقيلة ومتوسطة، اضافة الئ السلاح الخفيف، والعبوات، والواصق، والمتفجرات، والمفخخات، والاموال المكدسة المسروقة من البنوك والاحواش وغيرها).
وزاد الامر سوء الدعم المالي الغير مسبوق التي تلقوه من جهات نافذة في حزب *الاخوان* ونظام *عفاش*.. علاوةً على مانهبوه، فكان لسان حالي وغيري الكثير (لك الله يالحج) كانوا باسلحة خفيفة وعددهم لايصل حتى المئة وعجزت عنهم كل تلك القوات والمعدات والطيران، فكيف الان وهم *بالآلآف* ولديهم مختلف الاسلحة *واموال طائلة* يستطيعون فيها عمل اي شيء.
حتى حصلت معجزة لاتخطر على بال ،وعندما أقول معجزة هي حقاً معجزة ،وهي تكليف احد قيادات الحرب الجنوبية ضد الحوثي والذي ترك تجارته في السعودية، وقدم ضمن كتيبة سلمان التي كان أركان حرب فيها وتسلم بتكليف من قوات التحالف العربي تطهير لحج من *الارهاب* وقيادة الحزام الامني فيها ومدير أمنها الحالي العميد *صالح السيد* ورجاله، وانا والله لا اعرف صالح السيد نهائياً،ولم اتشرف بلقائه الى الان، ولكن بطبيعة عملنا نتابع كل شيء وهنا واجبنا ان نضع *شهادة للتاريخ* ماقام به هذا الرجل الشجاع أغرب الى الخيال، فقد سام الدواعش والارهابين والقتلة سوء العذاب، ومزقهم كل ممزق، والأغرب أنه لم يدخل لحج بجيش جرار، بل دخلها بسرية قوامها ( ٩٤ )فرد وطقمين ومدرعة(بحسب تصريحات سابقة له في الصحف) فما قلته سابقاًأنه معجزة تؤكدها الاحداث.
وكنا نتابع الاحداث باستغراب وتعجب وهو *يعمل ليل نهار* بلا كلل او ملل، دخل مركز المدينة والسوق، والحارات ،والازقه ،بنفس اليوم الذي عجزت الجيوش الجرارة بكل معداتها من العبور فيها فقط لسنوات، فاوجعهم *بالمداهمات* والمباغتات ،رغم انه ليس من سكان المنطقة ولا احد جنوده منها ،ولكنه استطاع ان يزرع ويؤسس *جهاز استخباراتي* قوي،
في وقت لم يكن للاجهزة الاستخباراتية-السابقة- اي حضور او مشاركة ، *الامن السياسي او الأمن القومي أو الاستخبارات* ولاكن من خلال خبرتي بهذا المجال استطيع القول انه استطاع بناء *جهاز استخباراتي سري متكامل* خلال فترة وجيزة .
فقد قام *بمباغتة* العناصر الارهابيه في اماكن تواجدها وسيطرتها في *الحوطة وتبن* وداهمهم في الليل والنهار ،والظهر، والعصر، والفجر ..في المزارع، والبيوت، والوديان.. فسجن منهم من سجن ، وهرب من تبقى منهم الى كل مكان، وطهر *صالح السيد* لحج من الارهاب بشكل *كااااامل* خلال فترة قياسية وجيزة.. قضى على الارهاب بشكل كامل، واستطاع استخراج الالاف من الالغام، والعبوات الناسفة ، والسيارات المفخخه، وامتد الى الكثير من المديريات وأعاد هذا الرجل *الابتسامة* الى لحج القمندان، وبعد ان كان المحافظ آنذاك الدكتور ناصر الخبجي يمارس عمله من محافظة عدن بداء بمزاولة عمله من داخل محافظة لحج، واستطاع تأمين عمل جميع الدوائر الحكومية، والخدمية، داخل المحافظة. واعاد الحياة الى طبيعتها، وعاد اكثر من نزح من المحافظة خوفا من *الارهاب* وتولى بعدها مدير امن محافظة لحج، وقلت بنفسي كيف لحكومة مثل *حكومة الشرعية* ان تقوم بتعيينه وهي لا ترغب بمن يقوم ببناء الوطن وتستقطب الفاسدين، ولكن بينت الايام نواياهم، فالهدف هو *افشال* هذا القائد، فكيف مدير امن (بدون) مبنى للادارة، او مراكز للشرط ،او سجن، *فكلها تم تدميرها* ولكن استطاع هذا الرجل *النجاح* مرة اخرى ،وقام بتفعيل ادارة الامن بجميع اقسامها ،وتفعيل مراكز الشرط، في جميع المديريات، بل قام *بانشاء خمسة مراكز شرطة جديدة* وقام بتفعيل الاحوال المدنية، والمرور، وتفعيل عمل شرطه الدوريات والنجدة ،والقوات الخاصة،والمنشآت،والشرطة النسائية، وترميم المعسكرات، واستطاع *ترقيم ٣٥٠٠ جندي* قام بتوزيعها بشكل عادل على المديريات، وكان النصيب الاكبر من حصة *الحوطة وتبن* التي بلغت اكثر من (١٢٠٠) والعديد العديد من الانجازات التي شهد لها القاصي والداني، وكانت شهادة الاخوة في التحالف العربي والاخ رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ،والعديد من الجهات ان محافظة لحج حصلت على *المركز الاول* من الناحية الامنية في جميع المناطق المحررة، ولا تستغربوا عن معرفتي بالكثير من الامور التي تخص مدير الامن صالح السيد، او عمل ادارة الامن، ولكن انا على تواصل مع احد الافراد من جنوده لديه في الجوانب المعلوماتية من فترة طويلة ونتجاذب اطراف الحديث دائما عندما نلتقي ،وماجرني لهذا المقال هو اخر لقاء بيننا الذي نزل الحديث على سمعي كالصاعقه، وهو أن صالح السيد *لا يتلقى اي دعم* من قبل حكومة الشرعيه او وزارة الداخلية، وان ادارة امن المحافظة *تعمل بدون ميزانية نهائياً* منذ توليه ادارة الامن الى يومنا هذا، وانه لم يتسلم حتى *لتر واحد من الديزل او البترول* وايضاً لم يتسلم اي اليات او سيارات او *حتى دراجه نارية واحدة* وأن الضباط الوحيدين الذين لم تتم ترقيتهم هم الرجال الذين صنعوا المجد من اول يوم بجانب صالح السيد، والأغرب ان كل المحافظات تتسلم حصتها شهرياً من الوزارة من ميزانيات وسيارات وغيرها، والمثير للسخرية ان بعض المحافظات مازالت تحت *سيطرة الحوثي* وتستلم حصتها ،عدا لحج ،وليس بغريب على حكومة مثل *حكومة الشرعية* محاربة من صنع النجاح والنصر، *وحقق الأمن والامان*
تعليقات
إرسال تعليق