المثقف الیمني٠٠
أردت تفحّص القيمة الفعلية والحقيقية " للمثقف الیمني " بعدة جوانب ، وأنا من حيث نقطة الإنطلاق ، لا أستطيع إلا رؤية الجوانب بعين فلسفية ، أوَ يعقل أن يكون هناك عين فاحصة غيرها ؟
النوع السائد مما يسمى اصطلاحاً المثقف الیمني أو النخبة تنطبق عليهم تسمية المنحطين في الذوق الفكري ، لا يملكون شجاعة حمل الأثقال على ظهورهم المنحنية بشكل دائم إلى تموجات وتلاعبات الظروف والأحداث .
كلماتهم تكون هكذا : هناك الفرد ، وهناك الجماعة ، هناك الشيء الجيد والسيء ، يمكن في بعض الأحيان أن يكون السيء جيدا والعكس بالعكس ، يمكن أن نكون ديمقراطيين ليبراليين مرة ، واشتراكيين مرة ، يمكن أن نخلط ونوازن ونموضع ونقترض ونرمي حسب ما ترتأتيه لحظاتهم التاريخية ، الأصح ، النفسية .
ثقافتهم هي ثقافة ال " ما بين وبين " ثقافة نصف التعري، وثقافة نصف الخضوع ، عند الحديث عن استعراضهم للأمثلة التاريخيةكاستعراض لثقافتهم، أوموضوعيتهم يستجرون نفس القاعدة حدث بالتاريخ كذا ،ولكن حدث أيضاً بشكل معاكس ، لذلك يتركون الرأي دائماً في ثقافة ال " مابين وبين "الناتج لهؤلاء، إكثارهم من الخطوط العريضة ، الشعارت العمومية ، فهم يسقطون بدون شهامة عند أول مواجهة مع التفصيل ، وشجاعة مواجهة صراع " بين مابين " ثقافة هنا وهناك ، ثقافة العبث عبر تحويلنا إلى مذاهب الشك الهيجلية أو البيرونية " بيرون الإغريقي "ألم يقل نيتشانا العظيم :
هناك نوع من كره الكذب والرياء نابع من معنى حاد للشرف. غير أن نفس الكره يمكن أن يكون محض جبن، عندما يكون الكذب محرما بأمر إلهي. من فرط جبنه لا يكذب. مثقفون جبناء ، يتركون المقاومة والتحدي ، لتفتتها صيرورة الزمن ،كيفما يتفق يحاولون وضع أنفسهم عبر اتباع استراتيجية " بين مابين " ليأخذوا حصة نسبية من الفوز أو الخسارة ، سيقرؤهم الناس ، وسيأخذ المثقف حصته في النصر من المنتصر ، وسيترك الخسارة يتحملها الخاسر لوحده .
النوع القليل الثاني ، غالبيتهم من الشباب الصاعد ،نوع أقل انحطاطاً ، ولكنه أكثر عشوائية وجهلاً ، إنه إنكليزي بارد ، لا يستطيع فهم الرشاقة والحس الإنساني ، معتبراً على نحو خاطئ ،أن البراغماتية وسياسة الإخفاء أو التجاهل ، نوعاً من الرشاقة الفلسفية ، التي تعني ، فتح الذهن الفطن لاستقبال المزيد من الشجاعة والقدرة على تجاوز المكتسبات اللحظية ووضعها في خدمة صيرورة الإنسان الأعلى. قيمه أعني بالتحديد ، وليس حقيقته .
لا أبالي بهؤلاء ، أعرف أنهم يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يثبتوا عفنهم الفكري عبر كتب يصدرونها حوارات يقيمونها ، منتديات أو أمسيات ثقافية على هيئة شعر وإنشاء رديء الجودة ، كثرة الكلام ، مع نقص للمعرفة ولا أعرف كيف يمتلكون الوقت " ليفكروا " أكثر مما يتكلموا ، والأهم ، والذي يلخص كل ماسبق : الإنسان ، هو فيلسوف تراجيدي ، يعيش الفلسفة ولا يعتاش عليها
وهؤلاء،أغلبهم يعيشون التراجيديا ليصبحوا مثقفين معتقدين أن كتابة الفكر ،هو عمل إنساني ، بينما هو بالكاد ، طريقة حياة فلسفية عبر واقع ليس بالضرورة أن يكون إنسانياً ، لذلك إن الحمار التراجيدي الأول الذي لا يستطيع إلقاء الأحمال ولا يستطيع في نفس الوقت حملها طوال حياته ٠٠📝✍🏻🤚🏻
تعليقات
إرسال تعليق