همسة وداع
لا أكتب لطلب النصائح أو الفضفضة بل لأني على علم تام أن هناك أشخاص مثلي في هذا المجتمع الذي لم و لن يفهم معنى هذه المشاعر الدفينة و اللتي يربطها مع الحزن و ضعف الشخصية لسنا حزينين و لسنا ضعفاء بل نحن أقوى مما تتصورون نحن أقوياء لدرجة الفخر، ابتسامتنا الصباحية خير دليل و عدم شنق أنفسنا دليل أقوى… نحن وحيدين و مرتبكين و فاقدي الثقة في الحياة و الناس، نحن نصارع يوميا للنهوض من الفراش نصارع كي لا يشعر آبائنا بمعاناتنا نصارع كي نبدو بخير، نحن أقوياء إلى حين منتصف الليل ، إلى حين انفرادنا بأنفسنا أو بالأحرى عدونا اللدود تلك النفس الشريرة التي تعمل ضدك لا معك تلك الأصوات المخيفة التي تنبثق من مكان ما داخل عقولنا تلك الوحوش التي تسكنك، انها لحظة مرهقة أن تسمع ذاك الحوار أن تستفيق تلك الوحوش التي قمعتها اليوم بطوله لتنتقم منك و تخبرك أنها لن تنام، لن تفعل، و تؤنسك طوال الليل، تلك الأصوات المرعبة التي تنعتك بأبشع الصفات، لطالما عبرت عن واقعي بأنني أعيش مع شخص أكرهه و لا مفر لي منه إلا إليه لأنه بكل بساطة "أنا"... يأتي الليل و يأتي معه واقع مرٌ أنغمس في سواده الذي تكسره جمرة دخانٍ يعدني بسلمٍ وهمي. أنا عاجز عن الخروج عاجز عن العودة، كأن السموات تحشر في حلقي عند السجود لأكتفي بالبكاء كمن يطلب شيئا لا يعرف ماهيته كمن يناجي الله أن يحتضن قلبه لعل الأمر يهون، هناك شخص داخلي يريدني أن أخرس أن أصمت إلى الأبد، تائه و مشوه بالكامل و محشو بالتناقضات و منعزل اجتماعيا لا أنا وحيد كما يجب و لا مع أحد كما ينبغي، لكن سأكون بخير فهذه معركتي أنا و معركتكم يا من وضعوا إسقاطات على أنفسهم حاربوا لا تستسلموا سنكون بخير سنبتسم مجددا .
تعليقات
إرسال تعليق