الى القيادة الحكيمة 👋
في الاغلب الأعم، لا تصدر القيم الديمقراطية وأخلاق الحوار واحترام الرأي الأخر عن الفرد ذاته بالنظر اليه كفرد مستقل عن المنظومة الاجتماعية، وانما عن المجتمع او لنقل، تواجد أفراد ضمن منظومة اجتماعية أي باعتبار الفرد نسيج اجتماعي. حيث أن الفرد بطبعه، يميل، لا أقول الى الاستبداد، وانما الى فرض أسلوبه ومنطقه على الاخرين بقدر المتاح له. وقليلون من لديهم فعلاً نزعة ديمقراطية حقيقية وتمتلك بداخلها روح الحوار والتعايش.
في البداية، تفرض الديمقراطية وأخلاق الحوار من الجميع على الجميع وذلك عندما تتعادل القوى على ارض الواقع ويفقد كل طرف سلطة الغلبة المطلقة على جميع الاطراف الاخرى. من هذا المنطلق الواقعي تتشكل الارهاصات الاولى للديمقراطية كواقع يفرض نفسه ليبدأ معه التفكير العقلاني ومبادئ الحوار والتعايش لاجل الحفاظ على الوجود المشترك.
ومع مرور الوقت وتطوير البنى المشتركة تنشأ القيم والأخلاق الديمقراطية الى ان تترسخ في الثقافة وفي التربية. ومع ذلك، لا تختفي القيم الفردية الخالصة من الوجود ولا حتى يخفت أوارها وتستمر في الصراع مع القيم الفردية المجتمعية ضمن تجليات عديدة ومختلفة ويصبح الهدف لأي مجتمع يريد الحفاظ على استمراره ووهج الحياة بداخلهما تحقيق التوازن بين هذه وتلك كما حققه ولا زال بين القوى المتنوعة على ارض الواقع.
السؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه المقدمة هو..الي أي مدى تحقق هذا المسار على صعيد الواقع العربي وبشكل خاص الواقع الجنوبي؟
على مدى التاريخ العربي لم يحصل تعادل قوى لمدة زمنية كافية لتحقيق هذا المسار بل كانت هناك دائماً قوة مسيطرة تحكم بدون منازع فعلي قادر على منافستها. وقد يحصل ان تأتي قوة أخرى تزيل القوة القائمة من أساسها. ويستمر نفس الواقع حتى لحظتنا المعاصرة مع وجود بعض الازاحات التي لا تحدث فرقا، وهذه القوة تسيطر اما بغلبة داخلية واما بقوة خارجية تدعم وجودها. وعلى الصعيد واقعنا، نعم توجد قوى متعادلة او لنقل قوتين رئيستين وهما المجلس الانتقالي القوة التى سيطرة على الارض بعد تحريرها وقوة أخرى أقل منها حضورا لكنها ليست معدومة التأثيرهي الشرعية كنظام سابق يمتلك النفوذ بدعم خارجي ومتنفذين الاحتلال . ومع ذلك لا توجد ديمقراطية ولا حتى صورية وانما هي قوى تسيطر كل قوة على حيز جغرافي لا تشاركها فيه القوة الأخرى. ونعم يوجد حوار في بعض الاحيان لكنه حوار محكوم من بدايته بالفشل ، وفي نظري، بسبب الخلاف الأيدولوجي الحاد والعناد المبدئي بالاضافة للواقع على الارض وهو وجود الاحتلال وسعيه الدائم لعدم حصول توافق وتفاهم بين القوى الجنوبية الموجودة عَلى الساحة. وخاصة القوى التي نشأت وبرزت بسبب الاحتلال وأيضا لم تستطع تشكيل وتفعيل نظام ديمقراطي حقيقي بسبب الاحتلال وبسبب اختلاف المرجعيات الحاد وأيضاً الخلفيات التي أتوا منها وتشكل فكرهم عبرها. المفارقة هنا هو ان هناك حاجة ملحة لحوار جدي وعقلاني بعيد عن المهاترات والاستعراض وتبادل التهم وبدون ذلك لن يكون هناك كيان جامع للجنوبين بسبب التدخلات وبقاء الاحتلال .الديمقراطية والحوار العقلاني هي الحل الوحيد للخروج من الأزمة وبناء ندية حقيقية في مواجهة الاحتلال .علينا ان ننظر للأمام لا للخلف. لدينا الامكانيات لكن ليس لدينا العقل لاستخدام هذا الامكانيات..ويبقى السؤال الاهم !!هناك من هو أخطر من المنتميين للأحزاب اليمنية المناهضة والمعادية لمشروعنا الوطني هم اولئك الثوار المتطرفين في الأفكار والذين يسعون لفرض آرائهم ويجعلوا من تلك الاراء قرارات يجب ان ينفذها الآخرين سوى الأعلى منه اوالاقل منه مسؤولية !!وإلا كفر بالثورة وبالمناضلين وبالمشروع الوطني بل ويصل به الحال للذهاب مع طرف معادي بحجة ان المجلس الانتقالي يحارب الوطنيين والثوار والمناضلين الوطن أغلأ وابقى من المكونات المتغيرة والأشخاص زائلون:وفي حب بلادك لاتكن محايدا كن متطرفا حتى الموت.وتعلم من الحياة:ان تحافظ على انسانيتك فى زمن كل شيء فيه بات متوحشا وهو امر تستحق عليه الاحترام والتقدير..!!🤚🏻ابوسهيل ٦/٢٠٢١◇م
تعليقات
إرسال تعليق