بيان الحراك عدن 1-12-2011م

بسم الله الرحمن الرحيم بيان هام صادر عن المجلس الأعلى محافظة عدن يا جماهير أمتنا الجنوبية العظيمة إننا اليوم ونحن نمر بهذه المرحلة الخطيرة من مراحل ثورتنا الجنوبية الخالدة ضد الاحتلال اليمني الجاثم على هذه الأرض المباركة من يوم تأسيس ما يسمى بالوحدة اليمنية في الثاني والعشرين مايو (1990م) نؤكد لكل الأمة الجنوبية أنه حصل لها استغفال وخديعة جاءت عبر اتفاقيات لم تكن الأمة الجنوبية مشاركة فيها بل كان الحزب الاشتراكي اليمني هو الفيصل في كل تلك الاتفاقيات التي أبرمت مع المؤتمر الشعبي العام وهذا ما أكده الحزب في كل اتفاقياته ووثائقه الصادرة عن المكتب السياسي وكذلك أكدته قيادة المؤتمر الشعبي. ونحن نؤكد اليوم أن حرب صيف (1994م) كانت نتيجة أنهت تلك الوحدة السياسية بين الحزبين التي كانت واقعة لا محالة وخاصة يوم بدأ شريك الحزب الاشتراكي باستهداف القادة الجنوبيين ودفع قيادة الحزب نحو الحرب بخطة محكمة جعلت الحزب وقيادة الجنوب يتنصلون من تلك الاتفاقيات دون دراسة لإمكانياتهم العسكرية والسياسية فكانت النتيجة احتلالا أصل لنهب ثروات الجنوب وقتل الإنسان الجنوبي وتشريده وطرد قادته السياسيين والعسكريين إلى خارج الوطن. غير أن كل ذلك لم يكن من جانب حزب المؤتمر وحسب بل نؤكد أن شريكه في دفع الجنوبيين للحرب وحسم المعركة لصالح المؤتمر(الاحتلال) كان حزب الإصلاح اليمني الذي أسسه حزب المؤتمر بعد تلك الوحدة السياسية فهو الحزب الشريك في كل الجرائم التي حصلت ضد الجنوبيين بداية في دفع الجنوبيين نحو الحرب ثم في إصدار الفتوى الذي من خلالها استباحوا دماء الجنوبيين الطاهرة ثم في نهب أرض الجنوب وثرواته بعد تلك الحرب التي ستظل وصمة عار في جبين كل اليمنيين على حد سواء. يا جماهير أمتنا الجنوبية العظيمة إننا اليوم نؤكد لكم أن نخبة من أبناء الجنوب ظلت رافضة لتلك الوحدة المزعومة فتعرضت لكل صنوف العذاب والتشريد حتى جاءت اللحظة الحاسمة فخرج المتقاعدون العسكريون الجنوبيون رافضين لكل مظاهر الظلم والقهر والإقصاء فتحولت تلك الأصوات الصادقة إلى ثورة جنوبية شعبية واسعة تطالب بحريتها واستعادة دولتها فشارك فيها كل أبناء الجنوب من مشايخ وسلاطين وحزبيين فنطقت باسم كل الجنوبيين وذلك من خلال المظاهرات السلمية التي استمرت طويلا وهي تنادي العالم الحر بالوقوف إلى جانبها على مبدأ أننا أمة مختلفة وقعت تحت احتلال غاشم وعلى أساس أننا كنا دولة دخلت بشراكة مرفوضة شعبيا ثم انتهت بالحرب. واليوم يوم وصلت الثورة الجنوبية إلى كل الآفاق من خلال ما ظهرت به الثورة الجنوبية السلمية في محافظة عدن في احتفالات ثورتي الرابع عشر من أكتوبر والثلاثين من نوفمبر المجدتين - والتي شارك فيها كل أبناء الشعب الجنوبي بكل أطيافه- تحركت أو ارتفعت أصوات  شاذة وسيئة في سلوكها وأدبها مع شباب الحرية مع شباب الجنوب الذين خرجوا من بداية ثورتهم رافعين أعلام السلام فوصفتهم بما ليس فيهم وبأبشع الصور والألفاظ ليظهر لنا ذلك حجم ثقافة تلك العقليات وقصورها وعدم نضوجها بالتعامل مع الأحداث لكننا نعلم أن مئات الآلاف خرجت في المنصورة وكريتر والمعلا والتي وصفت بالحشود الهائلة والمنظمة أذهلتهم وصدمتهم بل وأذهلت كل من شاهدها أو أنكرها يوما ما يوم أظهرت حجم الثورة وحقيقتها ويوم اصطف الجنوبيون يدا واحدة قيادة وشبابا رافعين شعار الحرية والاستقلال. يا قيادة الحراك الجنوبي لقد آن الأوان اليوم لحسم الخلافات والتباينات وإظهار القدرة على قيادة الحركة الجماهيرية بصدق وحس حقيقي يطمئن الشعب والأمة بأن قيادته قادرة على مجارات الأحداث ودراسة الواقع بشكل جماعي ومنظم من خلال قيادة موحدة ومتكاملة تتجاوز الماضي وتطلع للمستقبل بعين نافذة ورؤية صائبة تحدد معالم العمل الجماعي وتعطي للعالم رؤية واضحة حول إمكانية قيام دولة مستقلة تحفظ أمنها وحدودها.   يا شباب الجنوب لا شك أننا اليوم نفتخر بما قدمتموه في تنظيم مهرجان الثورتين المجيدتين لكننا نؤكد أن الاصطفاف الجنوبي هو الحل للخروج من مما نحن فيه من التباينات ونؤكد أن احترام القيادة ودفعها للتوحد بسلوك حضاري هو ما يظهر مدى ما وصلتم إليه من ثقافة ناضجة وهو المطلوب ونحن ننبه أن العالم اليوم ينظر إلى ثورتنا بإكبار وتعظيم وينظر إليها العدو بحقد وغل فهو إن نظر لا ينظر إلا إلى سقطاتنا ليطعننا بها ويزيد الفرقة بيننا ونحن نؤكد لكم أننا جميعا نثق بكم وبإمكانياتكم فكونوا يدا واحدة مع قيادتكم. وفي الختام تحية لكل أبطال الساحات في الجنوب ونسأل الله أن يسكن شهداءنا فسيح جناته وأن يفرج عن معتقلينا وعلى رأسهم المناضل الجسور حسن احمد باعوم (المجلس الأعلى للحراك السلمي محافظة عدن) الدكتور/ علي جارالله اليافعي الناطق الرسمي (1/1/2012م)