الفساد في اليمن !!

الفساد في الجمهورية العربية اليمنية ليس حالات فردية أو ارتكابات محدودة أو أفعالا إستثنائية، إنما هو ظاهرة بكل ما للكلمة من معنى، قلة من شيوخ القبائل وأمراء الحرب يتحكمون بالسواد الأعظم من الثروات والموارد والمصالح، ينهبون الأموال، يسيطرون على البنوك، يضعون أيديهم على الخطوط التجارية والملاحية وغيرها، يهدرون الخيرات، يستنزفون الطاقات، ويتسلطون على مقدرات الشعوب.
اللادولة هي الدولة، اللانظام هو النظام، واللاقانون هو القانون. جمع بين الوظائف، صفقات غير مشروعة، رشاوى متكاثرة، تهريب وتزوير وسرقة، تبييض أموال وبيع المنتجات والمواد الأولية الوطنية بأسعار بخس، تخصيص المؤسسات العامة وتمليكها للحاشية والزبانية، هذه بعض من ارتكابات تجار السياسة في دولة الإحتلال.
إرتكابات وضعت أكثر من نصف الشعب اليمني تحت خط الفقر، أدت إلى تجهيله وانتشار الأمية وسوء التغذية بشكل كبير في صفوفه، وساهمت في تحويل اليمن إلى بؤرة فساد يضرب بها المثل، وتتخطى الأرقام القياسية ويتم تسجيلها في مقدمة الموسوعات السوداء.
هكذا تراكمت الديون على دولة الإحتلال، تضخمت الأزمة، وأصبحت البلاد على شفا انهيار إقتصادي كبير لا يبقي ولا يذر، إنهيار تريد السلطات اليمنية تلافيه بالأساليب الإلتفافية والوسائل المحظورة والحلول الكارثية. وإذا كان هذا هو ديدنهم في التعاطي مع شعبهم وأبناء جلدتهم، فكيف يمكن أن تبدر منهم حسنات تجاه شعب احتلوا أرضه منذ تسعة عشر عاما، دمروا دولته، ولا يزالون جاثمين على صدره؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان