الأيام..!

تغالبنا الايام فلا تتوقف وتخصم من رصيد اعمارنا فتزداد خطوات سيرنا نحو خط النهايه وفي غفله منا نتجاوز السنين والعقود من اعمارنا دون ادراك منا كما لو كنا سنعيش الدهر كله,انها صيروره الحياه الذي هندسها الخالق في ارضه.
تلهو بنا الحياه في محطات كثر, ففي بواكير اعمارنا لا نستطيع الفكاك من ابائنا وامهاتنا ونغادر هذه المحطه الى سن الطيش لنرى انفسنا شبيهين بعنتره وشمشوم في حياه تمرد وجموح,انها كيمياء المرحله العمريه, بعدها ننتقل الى محطه التموضع بين الرجال والبحث عن مكان غالبا ما نطمح لتوسيعه وتكبيره فننجح تاره ونفشل اخرى,وتستهوينا ان نتزوج اجمل النساء وننجب اذكى الاولاد والبنات ونتباها بشتى الطرق صريحه او مبطنه وتستمر حياتنا تتارجح بين فشل ونجاح حب وكراهيه حزن وفرح ضيق وانشراح اصدقاء وخصوم تسليه وعمل جد وهزل وخلالها تتسلل السنوات ويشتد عودنا وتتوسع مداركنا ونقترب من ذروه نشاطنا وقمه عنفواننا,لنغادر بعدها الى المحطه التاليه, محطه الانحدار التدريجي فتخبو جذوه الشباب وعنفوانه شيأ فشيأ وتبداء علامات المشيب في ذوائبنا وتقل ساعات المرح وتزداد المشاكل من حولنا وتتكاثر الوعكات الصحيه ويغدو كل ما ذهب من حياتنا ذكرى اغلبها جميل ومحبب الى نفوسنا حتى المره منها, فنكتشف انها رحله قصيره يعاد بناء بعض مشاهدها في موطن الذكريات داخل عقولنا, ونشهد تبدلات كبيره في مفاهيمنا نحو الحياه ومن حولنا بكل تفاصيلها لنكتشف في الاخير ان الانسان لا يملك الا مجال ضيق من حريه اختياره لان هذا الختيار محاصر بين مجتمع وعالم من جهه وما يمتلكهه من خصائص وراثيه تطبع سلوكه وتصرفه رغم ان لنا احاسيس قويه بحريه الاختيار وهنا مكمن احد اسرار الحياه, تتسارع الايام في مواخير العمر ويبدء المغيب التدريجي عن المحيط ويقل الاصدقاء والمعارغ الذي يغيبهم الموت لنلحق بهم في نهايه الرحله القصيره ليطوينا النسيان شيأ فشيأز
لو تأملنا في كل هذا لتركنا الكراهيه والبغضأ والحسد والعداوات والنميمه وبنينا عالم من الحب والتفاهم والالفه بهذا كم سيكون عالمنا جميل ورائع ولكنها سنه الله في الارض (ان النفس لاماره بالسوء)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان