جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية



كانت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية صبيحة الأول من سبتمبر عام 1971 على موعد مع الإعلان عن تأسيس الجيش الجنوبي الخاص بها، خلال حفل إشهار الكلية العسكرية في صلاح الدين بالعاصمة (عدن) حينها؛ ليكون المتكفل بحماية الحدود الجغرافية والحفاظ على استقرار الأوضاع داخليا.
بعد قيام الاتحاد الفدرالي في المحمية الغربية، فبراير 1959، تحولت في نوفمبر 1961 مسؤولية الإشراف على ذلك الجيش إلى وزارة الدفاع الاتحادية، وتحول اسمه إلى "جيش الاتحاد النظامي"، وكان وقتها يضم خمس كتائب مشاة مدربة بشكل جيد، ومسلحة بعربات مدرعة فقط، غير أن إشراف وزارة الدفاع الاتحادية على ذلك الجيش لم يكن حاسماً، إذ ظلت أمور كثيرة بيد البريطانيين أهمها: التموين، المرتبات والتسليح - حسب ما قاله أحد المؤرخين الجنوبيين.
ومع إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 30 نوفمبر عام 1967، تم الإعلان لاحقا عن تأسيس الجيش الجنوبي في الأول من سبتمبر 1971، كجيش رسمي، وازداد عتاده العسكري إبان الصراع العالمي بين المعسكرين الغربي والشرقي، حيث انضم اليمن الجنوبي في العام 1981 إلى زميلاته من الدول الحليفة للاتحاد السوفييتي، في معاهدة صداقة مع كل من ليبيا وأثيوبيا لإدانة التحركات الأمريكية في المنطقة، وهو ما أثر على عملية التقارب بين اليمن الجنوبي والمملكة العربية السعودية، والجمهورية العربية اليمنية.
ولجأت المملكة العربية السعودية آنذاك إلى مضاعفة دعمها للجمهورية العربية اليمنية، ونظام الرئيس علي عبدالله صالح، بعد أن زودت ليبيا الدولة الجنوبية بمعدات وآليات عسكرية بحسب المعاهدة، إضافة إلى تلقي الجيش الجنوبي دعما من الدول الاشتراكية لبناء جيشه المسلح، خصوصًا من الاتحاد السوفيتي، الذي قدم دعمه بقوة وأرسل القوات البحرية السوفيتية إلى قوات البحرية الجنوبية من أجل التدريب - بحسب ما أورده المؤرخون.
بداية إنهاكه بالصراعات!
وفي الثمانينيات أنهكت الصراعات الداخلية المسلحة تماسك الجيش العسكري في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، بعد أن أُجبرت على مواجهة مصيرها بانفراد، إلا أنها كانت تحظى بسيادة واستقلال، وتتحكم في أراضيها الشاسعة وموقعها الجغرافي المهم.
يقول أحد القادة العسكريين الجنوبيين (المُبعدين قسرا) لـ "لموقع يصدر من عدن" إن العتاد العسكري للجيش الجنوبي كان يفوق ما تملكه الجمهورية العربية اليمنية، ودول الاقليم، ومشهود له أيضا في المنطقة بانضباطه العسكري والتكتيكي.
ويضيف القيادي العسكري في أبين: "بعد إعلان (الوحدة) بين شطري اليمن (الجنوبي والشمالي) في 22 مايو 1990م بشكل مفاجئ، وباتفاق بين رأسي نظام الدولتين علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح، بصفتيهما الحزبيتين كحزب اشتراكي يمني، ومؤتمر شعبي عام، مركزيا دون استفتاء شعبي أو إشراف دولي، في وحدة اندماجية، باشر الرئيس للدولة (الموحدة) علي عبدالله صالح بتفكيك الجيش الجنوبي، ونقل معظم وحداته إلى شمال اليمن، في مواقع تسهل عملية تدميرها فيه وفق ما كان يخطط له، لتكون هذه هي أولى مراحل تدمير الجيش الجنوب".
اجتاحت القوات العسكرية الشمالية مناطق الجنوب بعد حرب دامية في صيف العام 1994، نتيجة إعلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مجددا، ورفض الوحدة، ومضت أعوام من عمر الوحدة (الإجبارية) مرة أخرى.

تعليقات