حرية الراي

تختلف الأراء وتتفق.. في الشأن السياسي "العام" كما في الشؤون "العامة" الأخرى.. وذلك أمر طبيعي وبدهي...؛غير الطبيعي .. ان ينسحب الاختلاف في الرأي.. على العلاقات "الاجتماعية" بين الناس.. وخارج المنطق وبالضد من العقل.. ان يكون الاحترام رهن اتفاقك او اختلافك معي في الرأي "السياسي" الإنسان مفطور على الاختيار.. وفطرة الخلق الحرية...؛
فليس هناك مطلق غير الإنسان المجسد لعلو وسمو الخالق "الله"..
و إذا كان لا إجماع -ولا شبه إجماع- على الله / الخالق العظيم/ .. فليس من العقل قسر الناس ليروا ما يراه البعض "بصرف النظر عن أعدادهم وصحة أو فساد رؤيتهم"
الوطنية ليست صهاريج قماش .. يقطعها "يمنحها" أحدنا لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء..ليلبسها هذا .. ويعرى ذاك...ذلك ان الوطن حق الجميع لا يملك فيه أحد "كائن من كان" حقاً أكثر من الآخر.. ولا حتى من وهب الدم في سبيله.. حقه علينا فقط وضعه في المكان الذي يستحق والمكانة التي نستحق كما كل  "المجتمعات المحترمة".. فتضحيته لا تعطيه حق أكثر من غيره...؛ الأمر يتعلق هنا بالخيارات والاختيارات لكل الأفراد .. المواطنين...؛سوف أختلف معك تماماً وإلى حد المقت.. ان فرضت علي خيارك.. بالأخص بقوة السلاح.. لانك هنا لم تبق شيء مشترك بيننا.. وصادرت علي حقاً أصيلاً وصادرت علي وعليك حق التشارك في المواطنة...وسوف أختلف معك ان غلبت - دينك ، عرقك ، طائفتك / مذهبك ، جنسك، لونك .. الخ .. - على المواطنة التي تجمعنا...
المواطنة التي تقيم وتبني مجتمع قوي متماسك.. وتشيد دولة العدل، دولة القانون.. دولة المواطنين...؛لنتفق على ان المقدس الوحيد هو الإنسان.. الحق المطلق.. "خياراته واختياراته في الحياة في الأمور كافة" .. عدى ذلك نتفق و نختلف ..  حينذاك سوف لن نصل إلى حد إلغاء بعضنا .. حتماً.

عندما تكتب خاطرة أو فكرة أو رأي 'ما' في المساحة الافتراضية "الصفحة/ الحائط" خاصتك.. فأنت 'غالباً' تحاور ذاتك، أو تفكر بصوت عالي، متحرراً من الخوف والقيود 'كافة' لقول ما تعتقد بحرية ترسم حدها وحدودها أنت وحدك..؛
حيث أغلبيتنا الساحقة 'ان لم يكن جميعنا' الناطقين بالعربية!.. محرومون من التعبير الحر! في الواقع الجغرافي الحقيقي على الأرض؛ وفِي الفضاء المفتوح المسمى بالعالم الافتراضي وجدنا ضالتنا وعوضنا حرماننا.
وبالمفهوم ذاته.. نبدي ارائنا 'بالتعقيب والتعليق' على بَعضُنَا ونتشارك الرأي والرؤى..؛
من حق أي شخص ابداء رأيه فيما ننشر.. على قاعدة الاحترام؛ لكن بَعضُنَا يرى انه ابن رشد عصره! أو ابن خلدون زمانه! في الفلسفة وعلم الاجتماع.. والبعض يعتقد انه يتجاوز نجيب محفوظ.. وماركيز في الرواية.. والبعض يرى إنه أكثر شاعرية من شوقي والجواهري.. بل والمتنبي ذات نفسه في الشعر! وأخرين يرون أنفسهم أكبر من كل الأعلام في كل العلوم..
فلا يعير ما يقوله غيره أدنى التفاته!.. "شايف نفسه"..
نحن بحاجة الى هذا العالم الافتراضي المفتوح.. كمتنفس متاح لإفراغ كبتنا بعيداً عن التزلف والنفاق والزيف والضغينة والحقد... والتعالي والاستعلاء..الخ.. ولسنا بحاجة الى نقل أمراضنا وعقدنا من العالم "السفلي" المعاش على الأرض!..
هل يمكن ان يكون هذا العالم الافتراضي ساحة تدريب او هل نستطيع نحن ان نجعل منه ورشة كبيرة .. نتدرب فيها الى ما يمكن ان يكون حلم مستقبلي على الأرض؟..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان