الريف والمدينة في التواصل الاجتماعي
تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام سجالات زائفة تفاضل بين الريف المدينة، أقول زائفة لأنها تهدف إلى رفع قيم جهة والحط من قيم الجهة الأخرى، مع أن الجهتين موجودتان في الواقع وستبقيان كذلك، وقيم كل منهما مستمدة من استقراء التجارب عبر التاريخ. وأغلب الآراء المنشورة مبنية على مواقف مستمدة من تصرف بعض الأشخاص او الجهات المحسوبين على المدينة حيناً أو على الريف حيناً آخر، في تعميم لا يستقيم مع العقل والمنطق، ولا يشكل ظاهرة مطردة يمكن البناء عليها. وما كان لمثل هذه التصرفات أن تظهر لولا ضعف المؤسسات وعدم المساءلة وتطبيق القوانين. ويتخذ بعض المساجلين مما يحدث في بعض الأماكن التي يحظى فيها أبناء الريف بالنفوذ والسيطرة المطلقة دليلاً على تخلف ما يسمونه (العقلية الريفية)، ويتجاهلون ما يجري في أماكن أخرى يرتكب فيها أبناء المدن من الموبقات ما يفوق ذلك، بل يتجاهلون ما يقدمه الانتهازيون من أبناء المدن من خدمات لترسيخ تصرفات المتنفذين، سواء أكان هؤلاء المتنفذون من أبناء الريف أم من أبناء المدن، وبذلك تكون البلاد، ريفاً ومدناً، قد وقعت بيد الفاسدين والانتهازيين، بغض النظر عن انتماءاتهم الجغرافية.
نعم، تختلف القيم السائدة وطرائق التفكير وردود الأفعال في مواجهة بعض المواقف بين أبناء الريف وأبناء المدن، ولكن لا يستطيع عاقل أن يدعي بأن قيم الأرياف والبوادي متقدمة على قيم المدن، اللهم إلا إن ضرب بمعطيات علم الاجتماع وما جرى ويجري في سياق التاريخ عرض الحائط. لكن وبنفس الوقت لا يستطيع عاقل أن ينكر أن بعض القيم السائدة في الأرياف هي من الوسائل الناجحة لمواجهة كثير من الظروف التي تواجهها تلك المناطق.
المشكلة تكمن في رأيي بنقل قيم المدينة دفعة واحدة إلى الأرياف، والمشكلة الأخطر تكمن في تعميم قيم الأرياف في المدن، وهذا ما حصل في كثير من الأماكن، حيث تم ترييف المدن، وفرض الذهنية الريفية، ولاسيما ما يتعلق بإسناد الوظائف والمهمات للأقارب وأبناء الجيران، بغض النظر عن المؤهلات العلمية أو العملية، فترى أغلب العاملين في الوزارة أو المؤسسة من أقرباء الوزير أو المدير العام أو من جيرانه وأبناء منطقته، وهذا أحد أسباب تراجع المؤسسات وتدني إنتاجها، وهذا لا يمكن أن يحدث في ظل الذهنية المدنية المحكومة بالقوانين الناظمة، التي تتعامل مع الفرد بحسب كفاءته ومؤهلاته بغض النظر عن انتمائه الجغرافي.
ولن يحدث التقدم ما لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
نعم، تختلف القيم السائدة وطرائق التفكير وردود الأفعال في مواجهة بعض المواقف بين أبناء الريف وأبناء المدن، ولكن لا يستطيع عاقل أن يدعي بأن قيم الأرياف والبوادي متقدمة على قيم المدن، اللهم إلا إن ضرب بمعطيات علم الاجتماع وما جرى ويجري في سياق التاريخ عرض الحائط. لكن وبنفس الوقت لا يستطيع عاقل أن ينكر أن بعض القيم السائدة في الأرياف هي من الوسائل الناجحة لمواجهة كثير من الظروف التي تواجهها تلك المناطق.
المشكلة تكمن في رأيي بنقل قيم المدينة دفعة واحدة إلى الأرياف، والمشكلة الأخطر تكمن في تعميم قيم الأرياف في المدن، وهذا ما حصل في كثير من الأماكن، حيث تم ترييف المدن، وفرض الذهنية الريفية، ولاسيما ما يتعلق بإسناد الوظائف والمهمات للأقارب وأبناء الجيران، بغض النظر عن المؤهلات العلمية أو العملية، فترى أغلب العاملين في الوزارة أو المؤسسة من أقرباء الوزير أو المدير العام أو من جيرانه وأبناء منطقته، وهذا أحد أسباب تراجع المؤسسات وتدني إنتاجها، وهذا لا يمكن أن يحدث في ظل الذهنية المدنية المحكومة بالقوانين الناظمة، التي تتعامل مع الفرد بحسب كفاءته ومؤهلاته بغض النظر عن انتمائه الجغرافي.
ولن يحدث التقدم ما لم يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
تعليقات
إرسال تعليق