الیکم ٠٠٠٢٠٢١م
المصلحة تعني إغلاق جدارك بالكامل وتحصين ذاتك من الاختراق، والانتقال للحركة واللعب في ملعب الآخر في سبيل تحقيق غاياتك المبتذلة، كالكسب السهل والوصول إلى الثروة والمكانة والشرف القميء.
ليس مهمًا سحق من يقف في طريقك، وليس مهمًا إن بعت أمك أو مؤخرتك أو شرفك من أجل تحقيق الغاية.
السلطة عمدت على ترويج هذه العلاقات السوقية، السوق الاجتماعي الأسود مستفيدة من الثقافة العامة السائدة التي تمجد الخضوع والابتذال والقبول بالرخيص والسهل، وتعزف على الذات الضعيفة، المهلهمة والهامشية في بناءها القائم على القبول بكل ما يقدم لها من فتات.
الهم الشخصي طاغي في بلادنا، وهو الأقوى، يجري السهر عليه في البيت والمدرسة والشارع، ويتغذى من السلطة حتى يبقى الفرد في بلادنا رخيصًا مبتذلًا في فكره وروحه.
وإبقاء نفسيته ضعيفة وهشة ويقبل بسهول للإغراءات الرخيصة التي تقدم له ويستسلم لها بكل طيبة خاطر.
ربما لا يوجد في بلادنا إلا القلة ليس في ذهنها وعقلها استعداد للقبول بما يقدم لها، أو الاستعداد لبيع نفسه وشرفه وتاريخه ووجدانه.
ومن السهل على الحبيب رمي حبيبه عند مجيء أول طالب زواج دسم لديه المال، أو بيع الزوج زوجه إذا قدم الآخر بعض المال، ومن السهل أن يغدر الصديق بصديقه إذا أرتأى الآخر أن مصلحته تتطلب بقاءه في موقع يريده.
النفس الخنوعة الخاضعة، خاضعة دائمًا. ولا يمكن للإنسان المقهور أن يتحول إلى بطل ويخرج من أزمته وأزمة الثقافة التي شكلته إلا ببناء منظومة ثقافية آخرى.
عمدت السلطة عبر التاريخ على تحويل البشر في منطقتنا إلى مجرد كركوزات فارغة من الداخل تريد استرضاء القوي لغايات البقاء على قيد الحياة
أغلبنا مستعد لبيع كرامته وحريته وشرفه ومبادئه وزوجه وحبيبه لإرضاء النفس الخنوعة الضعفية الكامنة فيه.
البنية الأخلاقية لأي مجتمع هو الذي يحكم نهوضه أو بقاءه في الدرك الاسفل.
ولا يمكن لأي مجتمع أن ينهض بناس مهزومة من الداخل.
تعليقات
إرسال تعليق