القدس العربي متابعات -- اليوم 24-10



صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي: تواجه الأجهزة الأمنية اليمنية وكافة مؤسسات الدولة في اليمن تحديا كبيرا حيال استضافة بطولة خليجي 20 في اليمن الشهر المقبل، دفعتها إلى بذل جهود كبيرة غير مسبوقة لحماية هذه البطولة الخليجية وتهيئة المناخات العامة لاستضافتها من أجل تبديد المخاوف الكبيرة المتعلقة بانعقادها في اليمن، إثر التهديدات المستمرة من قبل تيارات الحراك الجنوبي لإعاقة تنظيم مثل هذه البطولة فيه.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن اليمن يواجه تحديا هو الأكبر من نوعه حيال استضافة هذه البطولة، بسبب التهديدات الأمنية سواء من قبل تنظيم القاعدة أو من قبل تيارات الحراك الجنوبي، والتي انعكست سلبا على قناعات المسؤولين الخليجيين وتهديدهم بنقل مقر البطولة لبلد خليجي آخر، لأسباب أمنية.
السلطات اليمنية بمختلف مواقعها تواصل تأكيداتها بشكل مستمر بأن الوضع الأمني مستقر وأن البطولة ستعقد في اليمن حسبما هو مقرر لها، مشيرة إلى أن وزير الشباب والرياضة اليمني حمود عباد سيبدأ بعد أيام جولة خليجية لدعوة نظرائه وزراء الرياضة الخليجيين لحضور الحفل الافتتاحي لبطولة خليجي 20 التي ستقام لأول مرة في اليمن. وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن اللجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 تلقت قبل يومين تأكيدات من رؤساء الاتحادات الخليجية، بالمشاركة في هذه البطولة وتأييدهم لإقامة البطولة في اليمن.
وقال وزير الشباب والرياضة اليمني رئيس اللجنة المنظمة للبطولة حمود عباد ان 'اللجنة استقبلت أسماء ممثلي الاتحادات الخليجية، والحكام الممثلين عن كل دولة في البطولة'. مؤكداً أن المنشآت الرياضية والإيوائية الخاصة بالبطولة أصبحت جاهزة تماما بنسبة 100 في المائة وسيتم افتتاحها رسميا خلال الأيام الأولى من الشهر المقبل.
إلى ذلك كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ترأس اجتماعاً للجنة المنظمة لبطولة خليجي 20 واللجنة الأمنية في محاولة منه للاطلاع على آخر الاستعدادات لبطولة خليجي 20 وتبديد المخاوف بهذا الشأن، وأكد على مواصلة 'الجهود وبما يكفل تهيئة كافة المناخات لإنجاح بطولة كأس الخليج العربي في دورتها العشرين وجعلها حدثا متميزا يعكس حسن الإعداد والتجهيز والاستقبال وحسن الوفادة ويبرز الروح الحضارية الأصيلة لشعبنا اليمني'.
ودعا وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني وكافة الفعاليات اليمنية إلى مساندة الجهود الرامية إلى إنجاح الدورة العشرين لبطولة خليجي عشرين في اليمن و'جعلها مناسبة رياضية وثقافية بهيجة تليق بحضارة وتاريخ اليمن وتعزز أواصر الأخوة والمحبة بين أبناء الشعب اليمني وأشقائه الخليجيين'.
وكان أعلن الأسبوع قبل الماضي أن السلطات اليمنية خصصت 30 ألف جندي لحماية بطولة خليجي 20، فيما أعلنت الأجهزة الأمنية لاحقا أنها خصصت 10 الاف عنصر أمني سري بلباس مدني، لحماية البطولة من أي احتمالات متوقعة لتعكير صفو هذه البطولة الخليجية.
وواكب هذه الاستعدادات الأمنية تجهيزات فنية لحفل الافتتاح للبطولة الخليجية من المقرر أن يشارك فيها العديد من كبار الفنانين الخليجيين وفي مقدمتهم الفنان السعودي محمد عبده، وبكل المقاييس اكتملت الاستعدادات اليمنية لاستضافة (العرس الكروي) الخليجي الشهر المقبل، ولكن بقي وصول (الضيوف).
وعلمت 'القدس العربي' من مصادر خاصة أن السلطات اليمنية تبذل قصارى جهودها لإنجاح هذه البطولة والتي تعتبرها تحديا كبيرا أمامها، 'لأن نجاح اليمن في استضافة هذه البطولة ستعتبر تأكيدا على استتباب الوضع الأمني في البلاد، وإثبات القدرة على السيطرة الأمنية على الاختلالات التي تحصل في المحافظات بين الفينة والأخرى'.
وذكرت أن اصرار الحكومة اليمنية على استضافة هذه البطولة الخليجية رغم المخاوف الأمنية يأتي في إطار المحاولات اليمنية للتأكيد على أن الوضع الأمني في اليمن مستتب، وليس بالشكل الذي تصوره وسائل الإعلام المحلية والدولية، وأن 'الوضع تحت السيطرة'، لكنه في المقابل لو فشلت هذه البطولة بسبب أي حادث أمني كبير، قد يشكل 'انتكاسة أمنية لليمن' وقد يكون لها ما بعدها من تداعيات خطيرة. وجاءت هذه المخاوف اليمنية والخليجية إثر تكرار الحوادث الأمنية من قبل أتباع تيارات الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية وفي مقدمتها عدن وأبين ولحج الذين أعلنوا صراحة عدم رغبتهم في قيام هذه البطولة الخليجية في اليمن.
ونصح القيادي في الحراك الجنوبي ناصر الخبّجي الخليجيين بعدم المشاركة في بطولة خليجي 20، لأسباب سياسية، وقال في كلمة ألقاها بمهرجان حاشد الأسبوع الماضي في ردفان بمحافظة لحج 'نود أن نلفت انتباه أشقائنا في الخليج أن إقامة خليجي 20 في الجنوب يعد مغامرة خطيرة في'ظل نظام متدهور سياسيا واقتصاديا وامنيا'.

تعليقات