لاتحزنى- -
الخضر الحسني
يبدو المشهد العام ، في مدينة عدن الجنوبية الساحلية الجميلة ، على غير عادته! ..فهو مزيجٌ من فرحة خبيثة ، قادمة من جهة الشمال (اليمني) ، وأنات وأهات
أبناء هذه المدينة الوادعة المسالم
ففي الوقت الذي إنتقلت كلّ الاطقم العاملة للتجهيز لمحفل (خليجي-20) من صنعاء ، بما فيها ، الاطقم الحربية ، بحجة حماية خليجي -20 ، من ابناء عدن الذين اعلنوا للعالم أجمع ، عدم رضاهم ، من استضافة بطولة رياضية على ارض استباحها الدخلاء ، عندما غزوها ، عام 94م ، تحت مُسمى الدفاع عن الوحدة ، او بالاصح ، الفيد والتكسب اللامشروع
نجد -في ذات الوقت- ان الحشود الضخمة ، من قبائل بكيل ، قد غزت ، هي الاخرى بعض مناطق محافظة شبوة الجنوبية الشرقية ، تحت مسمى الدفاع عن الوحدة ، ضد الداعين الى تحرير الجنوب
لاحظوا معي حجم المؤامرة على الجنوب واهل الجنوب! ..هم يستنفرون حتى القبائل ، ويمدونها بالسلاح والعتاد الحربي لمقاتلة الجنوبيين ، لسبب بسيط جدا ، وهو لان الجنوبيين ، اعلنوا رفضهم القاطع لاي تواجد غير مشروع لاي قوة ذات أغراض عدوانية، تصب في خانة الهيمنة والتسلط والسيطرة ، على ارض وناس وثروات الجنوب
الان ، هم قد اعدوا العدة لاستباحة معظم الاجزاء الساخنة ، من جنوبنا الحبيب ، وجهزوا قبائلهم ، مثلما فعلوا عام 94م ، عندما افسحوا لها المجال لتنهب مدن الجنوب ، تحت مسمى تقديم الماء والغذاء والدواء ، في الوقت الذي عرف الناسُ ، ان مهمتهم الباطنة ، قد اظهرت سوء النيات ، عندما رأوهم محملين بالاثاث الثمينة والاجهزة المنزلية المختلفة ، هذا علاوة على نهبهم لمخازن السلاح الاستراتيجية ، في جبل حديد ، الواقع في الطريق المؤدية الى مديرية المعلا
نعم ! قبائل الشمال ، نهبت منازل ابناء الجنوب ، عام 94م! واليوم يعيدون نفس الصورة ونفس المشهد ، بانتشارهم المدجج بالسلاح ، في بعض مدن الجنوب المنغتصبة
وانه من غير العدل ولا الانصاف ولا المنطق ، ان نظلَّ في موقف المتفرج ، من مشاهد الغزو المتواصلة التي تجتاحُ الجنوب ، تحت مبررات حماية خليجي 20 ، او الدفاع عن الوحدة التي اطلقوا عليها ، عام 94 ، رصاصة الرحمة الاخيرة
اخواننا الخليجيون ، لن تنطلي عليهم ، مظاهر البهرجة الزائفة لمحفل خليجي 20ولن تغيب عنهم -ولو للحظة - هذه الحقائق ، وهم يحضرون محفلهم الخليجي بعدن ، ويبدو أنهم حضروا اليها ، بفرمان سياسي ، من اعلى سلطة ، في بلدانهم ، وهذا الامر ليس بغريب عليهم وعلينا ، في ظل اوضاع المنطقة عموما
فهم معذورون ، ونلتمس لهم العذر ، ونعتبرهم ضيوف الجنوب ، مهما بلغت مرارة الاوضاع فيه ، من درجة غليان ، تجعلنا نبوح بها ، رغماً عنا ، لا لشيء ، بل لان الامر غير الطبيعي، يظلّ غير طبيعي ، مهما حاولنا التصنع بالتظاهر ، بأنه طبيعي
تعليقات
إرسال تعليق