ذكرى يوم عشرين تحرير مدينة كريتر

مئة وتسعة وعشرون عاما من سياسة الاستعمار التوسعية، مارسها الاحتلال البريطاني في الجنوب، في ظل صمت إعلامي مريب لا يختلف عن حال صمته اليوم في ظل الاحتلال اليمني للجنوب. 
أعوام مارس فيها البريطانيون كل ما لزم للتوسع الاستيطاني، بدء من مصادرة الحريات وتدمير التراث والهوية والتاريخ، وصولا إلى أعمال قتل بحق أبناء الجنوب. 
سياسة التنكيل لم تثن الجنوبيين من تلبية نداء الحرية والقيام بواجبهم الوطني اتجاه أرضهم. ورغم كل ما مارسه الاستعمار البريطاني من جرائم بحقهم، إلا أن الجنوبيين رفعوا لواء النضال مقدمين غالي التضحيات في سبيل تحرير الوطن من الاستعمار. 

في 14 أكتوبر عام 1963 تفجرت الثورة من جبال ردفان الأبية، انتفاضة امتدت إلى مختلف أنحاء الجنوب المحتل. هب الجنوبيون هبة الرجل الواحد، وفي 20 يونيو 1967 وبفضل انتفاضة فدائيو 14 أكتوبر وتضحياتهم، انتصرت مدينة كريتر بالعاصمة عدن. 
الانتفاضة التي أذهلت العالم مصيبة المستعمر البريطاني بالجنون، خرج فيها أبطال الجنوب من قلب مدينة الشموخ، كريتر مدينة الفداء والإباء. 
انقلبت المعادلة وانتصرت المقاولة الجنوبية في تحرير كريتر من قبضت المستعمر البريطاني. 
غنى الأحرار في العشرين من يونيو أغاني الانتصار، وارتفت معنويات الأبطال في كل مناطق الجنوب بعد قتال عنيف دام 14 يوما جعلت الشباب الفدائي يعيشون لحظات القوة والفرحة رغم كل التضحيات التي قدمها ثوار وفدائي كريتر.
في مثل هذا اليوم يتذكر الأحرار بطولات الأحرار وانتفاضة مدينة كريتر، يوم سطّرت تضحياتهم ملاحم بطولية ضد المستعمر البريطاني.

اليوم ليس ببعيد عن تلك الأيام. وحال الجنوب نفسه يعيش مرارات الاحتلال اليمني، ويقدم التضحيات في ثورة سلمية تحررية. أبناء الجنوب يستمدون العزيمة والأمل من فدائيو 14 أكتوبر، ويؤكدون بأنهم كما سطروا النصر الأول، سيسطرون الثاني.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان