كلنا نحاول فهم مايدور ..لكن ؟!
لست ادري بحقيقة مايدور ..أنا إنسان غيرمتشدد بالدين ،وحر ولا أطيق أن يأمرني أحد أن أفعل كذا أو أن لا أفعل كذا ولا أستطيع تصديق الأديان بعد أن بحثت فيها سنوات طويلة من عمري ولا أستطيع أن أكذب على نفسي أو على أحد أو أن أكون تابعا لأحد نبيا كان أم فقيها أم قديسا أم سلطانا إلخ.. ولكني رغم ذلك مؤمن بالله. أو بإله. أو بالإله. وبالضبط لا أدري ما هي تسميته الصحيحة هذا إذا كان موجودا فعلا. إيماني به خاص بي فقط، وتعريفي له خاص بي فقط أيضا، وعلاقتي به مباشرة جدا دون أي وساطات ولا تعني أحدا ولا يعنيها أحد. أومن به انطلاقا من تجربتي الشخصية مع الكون وفي حواري معه. وحتى كلمة أومن لا أجدها هي الكلمة الصحيحة التي أقصد فهي تحيل على فهومات جاهزة وعامة. وكل الكلمات في هذا الموضوع ليست هي التي أقصد. إذ الأمر شديد التركيب إلى درجة أنه صمت فقط. لا أحب أيضا أي نوع من النعوت المشابهة ل: ربوبي أو لا أدري أو ألوهي أو ملحد أو صوفي أو قطني إلخ.. كلها لا تعبر عن أفكاري الخاصة وقناعاتي الخاصة. أخاطب الإله لأني أحس أنه موجود خصوصا حين تضيق بي الحال أو حين أفرح كثيرا. أشعر بتفاعل ما. ولا أعرف طبيعته الحقيقية ولا مصدره الحقيقي إلا أنه يحدث فعلا داخلي وفي واقعي وقد لا يحدث بنفس الطريقة لشخص آخر. مع الوقت تراكمت تفاعلات كثيرة متجاوزة للواقع وطدت علاقتي بتلك القوة التي أسميها تجاوزا للمعنى: الله. قوة لا أعرف هل هي ذكر أم مؤنث أم من دون جنس. هل هي ذات أم قوانين فيزيائية وأخلاقية فقط أو ما شابه. هل هي طاقة. أم هل هي شيء آخر من جوهر آخر أعجز عن فهمه. وكما يشرح ذلك سبينوزا بما مضمونه أن الله جوهر ونحن جوهر آخر ولا يمكن لجوهر فهم جوهر آخر فهما كاملا. لا أؤكد كلام سبينوزا ولا أي كلام آخر ولا أنفيه. إذ إني منذ زمن وجدت كل الكلام عاطلا وباطلا، ككلامي هذا بالضبط، حيث حقيقته صمت وليست إفصاحا. إنه موجود بالنسبة إلي ما دمت أحسه أو أن مصدر ذلك الإحساس أوهامي فقط، وليس ما دمت أثبت وجوده. إنها علاقة وجدانية ونفسية وقلبية وروحية إذا جازت هذه التعابير وحتى إن لم تجز، وليست علاقة عقلية. أستمد منها بعض الطاقة والراحة والانسجام مع الطبيعة والكون في جانبها السحري الميتافيزيقي واللا معقول وليس المعقول. ذلك الجانب الذي أعتقد أن جغرافيته هي النفس البشرية وليست الكواكب والمجرات. ذلك الجانب الفني للعالم الذي يجعل الهندسة جميلة والطقس جميلا والدجاجة تتبعها كتاكيتها فوق التبن صورة حية أبدية وشعرية في وعيي ومخيلتي وليست مجرد لحم وعظام وكيمياء. تلك الطاقة التي ليست بالنسبة إلي سوى أسئلة، عوض أن تكون أجوبة، وليست سوى شك يقود إلى نقاش دائم مع الكون وحوار معه يقود إلى المعرفة والحرية وليست يقينا يؤدي إلى تحجر وجمود. علاقة تساؤلية فلسفية مستمرة عوض أن تكون علاقة طقوس وشعائر واتباع. إلا أنها رغم ذلك كالحب لا تخلو من أحضان صامتة وحارة عند كل لقاء أو وداع. وكالأبوة والأمومة وكالصداقة. ومنذ أيام وأنا أخاطب الله. أخاطب تلك القوة. وأنا في ضيق شديد، فيطمئن قلبي قليلا وتهدأ روحي، موقنا أنها ستوصلني إلى بر الأمان. وذلك بالضبط هو ما سيحدث كما حدث مرارا. القوة المجهولة نفسها. المحسوسة. وغير المحسوسة. التي لا شيء يؤكد لي أنها موجودة فعلا، ولا أنها غير موجودة، والتي لا أفرضها على أحد ولا أريد لأحد أن يفرضها علي، بل هذا الأمر برمته بالنسبة لي علاقة الإنسان بربه بخالقةولايحق لاحدا التدخل فيها ..❕🙏💐
تعليقات
إرسال تعليق