هادي
يعيد توحيد اليمن الجنوبي واليمن الشمالي
بقلم :- عزيز سالم
انفرط عقد الوحدة اليمنية التي أقيمت في عام 90م بعد حرب الشمال ضد
الجنوب، كما يعتقد الجنوبيون وظل الجنوبيون يقاومون ما أسموه احتلال أو
اغتصاب بشتى الطرق ومنذ مطلع 2007م بدأ الجنوبيون حراكاً سلمياً شعبياً
عارماً يستهدف استعادة دولتهم وفي مستهل العام 2011م انتظم الشمال أيضاً
في حركة سلمية شبابية تستهدف إسقاط النظام وساندها كثير من الجنوبيين
وانظم إليها فيما بعد الأحزاب السياسية ممثلة بالمشترك وكذلك شخصيات
اجتماعية ومشيخية وبعض قادة القوات المسلحة وقد نتج مؤخراً عن ثورة
التغيير هذه اتفاقاً سياسياً رعته الدول الخليجية من خلال مبادرتها
المعروفة ودعمته الأمم المتحدة بقرار مجلس الأمن 2014.
وقد تمخض عن كل ذلك حكومة مناصفة برئاسة المعارضة وتسليم سلطات الرئيس
علي عبدالله صالح إلى نائبه هادي على أن يبقى رئيساً شرفياً حتى موعد
انتخابات رئاسية مبكرة تم التوافق فيها على أن يكون هادي هو الرئيس
القادم لمرحلة انتقالية مدتها سنتين يتم خلالها إعادة صياغة النظام
السياسي والدستور والوحدة وكل شيء في اليمن.
ما يهمنا الآن هو كيف سيتم انتخاب السيد عبدربه منصور هادي المرشح
التوافقي للمؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة.
لقد ظلت أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك تصرخ طوال الفترة الماضية بأن
اللجنة العليا للانتخابات منحازة ويسيطر عليها المؤتمر وأن السجل
الانتخابي مزور كما لاحظنا أن الجنوبيين قد منعوا لجان القيد التي حاولت
الوصول إلى المناطق لتسجيل الناخبين الجدد.
وعليه إذا كانت أحزاب المعارضة قد تخلت عن طرحها السابق عن لجنة
الانتخابات والسجل عندما وصلت إلى السلطة أو حتى بحجة أن الرئيس متفق
عليه ولفترة انتقالية قصيرة فإن الجنوبيين لم يتخلوا عن معارضتهم
للانتخابات أياً كانت بل أنه إذا كان قد عارض الانتخابات بعض المحافظات
والمديريات في المرة السابقة فهذه المرة ستقف ضد الانتخابات معظم إن لم
يكن كل محافظات الجنوب وكل قواه الحية وستكون الانتخابات فاشلة أيضاً لأن
هناك محافظات ومناطق كاملة في اليمن الشمالي ستقف ضد الانتخابات انطلاقاً
من أن المبادرة الخليجية مرفوضة ولم تحقق مطالب الثورة كاملة.
وبهذا سيتمكن هادي من إعادة توحيد اليمن الجنوبي واليمن الشمالي كما
أسلفت ولكن ليس في أي مجال سوى في معارضتهم المشتركة للانتخابات .
وإزاء ذلك فإن أي عاقل يمكن أن يتساءل لماذا انتخابات من قبل الشعب ,إذا
كان الرئيس متفق عليه من قبل السلطة والمعارضة.
وقد يقول قائل بأن ذلك يأتي من أجل تمكين المستقلين من المشاركة في
الانتخابات وهذا أمر خارج السياق لأنه وفق المبادرة التي علقت العمل
بالدستور يكون هادي رئيس الفترة الانتقالية التي تمتد سنتين وهذا يعني
معرفة نتائج الانتخابات مسبقاً.
وفوق هذا وذاك فأن الجميع يعرف كيف هي الديمقراطية اليمنية وكيف تسير وتدار.
ومن هنا ينبغي الاكتفاء بالتوافق لتنصيب هادي رئيساً لفترة سنتين وكفى
الله المؤمنين شر القتال، ما لم فإن على الحراك الجنوبي وشباب ثورة
التغيير الاستعداد لمنع هذه المهزلة التي علاوة على أنها ضحك على الذقون
فهي ستهدر كثير من الموارد والجهود والوقت نحن في أمس الحاجة إليها في
مجالات كثيرة وأهم ألف مرة من انتخابات شكلية نكذب فيها على أنفسنا،
وستكون عنوان المرحلة القادمة أي أننا بدأنا بالكذب والتضليل كما كان
الحال منذُ زمن بعيد وحينها سيكون الأمر كما يقول المثل الشعبي :"ديمة
قلبنا بابها".
بقلم :- عزيز سالم
انفرط عقد الوحدة اليمنية التي أقيمت في عام 90م بعد حرب الشمال ضد
الجنوب، كما يعتقد الجنوبيون وظل الجنوبيون يقاومون ما أسموه احتلال أو
اغتصاب بشتى الطرق ومنذ مطلع 2007م بدأ الجنوبيون حراكاً سلمياً شعبياً
عارماً يستهدف استعادة دولتهم وفي مستهل العام 2011م انتظم الشمال أيضاً
في حركة سلمية شبابية تستهدف إسقاط النظام وساندها كثير من الجنوبيين
وانظم إليها فيما بعد الأحزاب السياسية ممثلة بالمشترك وكذلك شخصيات
اجتماعية ومشيخية وبعض قادة القوات المسلحة وقد نتج مؤخراً عن ثورة
التغيير هذه اتفاقاً سياسياً رعته الدول الخليجية من خلال مبادرتها
المعروفة ودعمته الأمم المتحدة بقرار مجلس الأمن 2014.
وقد تمخض عن كل ذلك حكومة مناصفة برئاسة المعارضة وتسليم سلطات الرئيس
علي عبدالله صالح إلى نائبه هادي على أن يبقى رئيساً شرفياً حتى موعد
انتخابات رئاسية مبكرة تم التوافق فيها على أن يكون هادي هو الرئيس
القادم لمرحلة انتقالية مدتها سنتين يتم خلالها إعادة صياغة النظام
السياسي والدستور والوحدة وكل شيء في اليمن.
ما يهمنا الآن هو كيف سيتم انتخاب السيد عبدربه منصور هادي المرشح
التوافقي للمؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة.
لقد ظلت أحزاب المعارضة في اللقاء المشترك تصرخ طوال الفترة الماضية بأن
اللجنة العليا للانتخابات منحازة ويسيطر عليها المؤتمر وأن السجل
الانتخابي مزور كما لاحظنا أن الجنوبيين قد منعوا لجان القيد التي حاولت
الوصول إلى المناطق لتسجيل الناخبين الجدد.
وعليه إذا كانت أحزاب المعارضة قد تخلت عن طرحها السابق عن لجنة
الانتخابات والسجل عندما وصلت إلى السلطة أو حتى بحجة أن الرئيس متفق
عليه ولفترة انتقالية قصيرة فإن الجنوبيين لم يتخلوا عن معارضتهم
للانتخابات أياً كانت بل أنه إذا كان قد عارض الانتخابات بعض المحافظات
والمديريات في المرة السابقة فهذه المرة ستقف ضد الانتخابات معظم إن لم
يكن كل محافظات الجنوب وكل قواه الحية وستكون الانتخابات فاشلة أيضاً لأن
هناك محافظات ومناطق كاملة في اليمن الشمالي ستقف ضد الانتخابات انطلاقاً
من أن المبادرة الخليجية مرفوضة ولم تحقق مطالب الثورة كاملة.
وبهذا سيتمكن هادي من إعادة توحيد اليمن الجنوبي واليمن الشمالي كما
أسلفت ولكن ليس في أي مجال سوى في معارضتهم المشتركة للانتخابات .
وإزاء ذلك فإن أي عاقل يمكن أن يتساءل لماذا انتخابات من قبل الشعب ,إذا
كان الرئيس متفق عليه من قبل السلطة والمعارضة.
وقد يقول قائل بأن ذلك يأتي من أجل تمكين المستقلين من المشاركة في
الانتخابات وهذا أمر خارج السياق لأنه وفق المبادرة التي علقت العمل
بالدستور يكون هادي رئيس الفترة الانتقالية التي تمتد سنتين وهذا يعني
معرفة نتائج الانتخابات مسبقاً.
وفوق هذا وذاك فأن الجميع يعرف كيف هي الديمقراطية اليمنية وكيف تسير وتدار.
ومن هنا ينبغي الاكتفاء بالتوافق لتنصيب هادي رئيساً لفترة سنتين وكفى
الله المؤمنين شر القتال، ما لم فإن على الحراك الجنوبي وشباب ثورة
التغيير الاستعداد لمنع هذه المهزلة التي علاوة على أنها ضحك على الذقون
فهي ستهدر كثير من الموارد والجهود والوقت نحن في أمس الحاجة إليها في
مجالات كثيرة وأهم ألف مرة من انتخابات شكلية نكذب فيها على أنفسنا،
وستكون عنوان المرحلة القادمة أي أننا بدأنا بالكذب والتضليل كما كان
الحال منذُ زمن بعيد وحينها سيكون الأمر كما يقول المثل الشعبي :"ديمة
قلبنا بابها".
تعليقات
إرسال تعليق