السفيرة البريطانية باليمن--- متابعات القدس
قالت سفيرة بريطانيا في اليمن فوينا غيب في تصريحات لصحيفة 'صاندي تلغراف' ان الهزيمة لم تتحقق في اليمن 'لان هناك الكثير من العمل الذي ينتظر الانجاز'. وكانت غيب تتحدث عن خطر القاعدة المتزايد على امن اليمن، خاصة ان موكبها تعرض لهجوم من قاعدة الجزيرة العربية ونجت منه وذلك في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي. ووصفت غيب الهجوم بقولها 'كان هناك صوت قوي في الجزء الخلفي من السيارة، وانخلع الجزء الخلفي الحامي من الوحل فيما انفجرت العجلات الخلفية' وقالت 'كنا محظوظين ان الانفجار لم يقتلنا'.
وجاء الانفجار بعد سلسلة من العمليات التي تحملت القاعدة في اليمن مسؤوليتها من مثل محاولة تهريب الطرود المفخخة الى امريكا عبر بريطانيا وارسال عمر فاروق عبدالمطلب لتفجير نفسه في يوم عيد الميلاد العام الماضي. ومحاولة اغتيال السفيرة جاءت بعد شهر ايضا من محاولة اخرى لاغتيال السفير السابق تيم تورلوت، حيث نجا باعجوبة عندما حاول انتحاري تخفى بزي طالب مدرسة برمي نفسه على سيارته. ووصف مراسل الصحيفة موقع السفارة في صنعاء بانه يشبه القلعة تماما مثل موقع السفارتين في كابول وبغداد. وقد اغلق امام المواطنين اليمنيين فيما تم نقل 9 من 24 عاملا فيها الى الخارجية في لندن.
ومن تبقى من الموظفين يقسمون اوقاتهم بين مركز مؤقت في العاصمة وبين السفارة ويغيرون اوقات عملهم بشكل مستمر بشكل يصعب فيه على القاعدة او اتباعها لاستهدافهم. وتعلق السفيرة على المخاطر التي تواجه مهمتها بالقول' ان هناك تحديات تقف امام الارهابيين لاستهدافنا ولكننا لن نتراجع عن مهمتنا'.
وتقول الصحيفة ان السفيرة متفائلة كثيرا خاصة ان اليمن في نظر عدد من العاملين في الخارجية البريطانية هو عامل عدم استقرار في المنطقة ودولة فاشلة في طور التنفيذ، فيما تنظر الاستخبارات البريطانية (ام اي -6) لليمن كمصدر خطير للارهاب. ويعتبر اليمن من افقر الدول العربية ويعاني من عدد من المشاكل الاقتصادية، وتعتبر نسبة الولادة فيه الاعلى بين جيرانه 50 بالمئة ويعاني من حروب داخلية في الجنوب والشمال اضافة لتهديد القاعدة وقرب نهاية الطفرة النفطية.
وليس لدى الحكومة اليمنية والحالة هذه ما تقدمه للمواطنين سوى الحديث عن قصص الفساد المنتشر بين النخبة فيها. ونقلت الصحيفة عن رجل اعمال في صنعاء قوله 'لا يوجد مستقبل هنا، وكل واحد سيغادر ان وجد الفرصة. وكل مرة اخرج فيها اواجه المعاملة التي تشك بي خاصة بعد التهديد الارهابي، والمعاملة هذه تجعل الواحد يخجل من نفسه ولكونه يمنيا'. وتشير الصحيفة الى ان معظم وقت السفيرة يتركز على جمعية 'اصدقاء اليمن' التي انشئت في بداية العام الحالي من اجل منع تحول البلد الى مكان آمن للقاعدة. وتقود الجمعية بريطانيا وتعتبر في النهاية مؤسسة رقابة لصرف 50 مليون جنيه تقدمها بريطانيا سنويا كمساعدات ولتدريب قوات مكافحة الارهاب. وتركز ايضا على مشاريع تحسين البنى التحتية وتوفير الحياة الجيدة لليمنيين. وتقول السفيرة ان 'دورنا هو الضغط من اجل الاصلاح والتعامل معنا بجدية، وتحسين الحوار بين الشمال والجنوب ومواجهة الامية والفقر والبطالة'. وتقول السفيرة ان الفقر لا يعد سببا من اسباب الارهاب ولكنه مكون مهم 'ولا يجب ان نترك اليمن ينهار وهذا يعني زعزعة الاستقرار في كل المنطقة'.
يذكر ان فيونا ولدت في غلاسجو ولم تكن تخطط للعمل في السلك الدبلوماسي، وكانت تخطط للعمل كمراسلة اجنبية وبعد عمل في دائرة مكافحة الارهاب والعمل في البصرة بين 2008 -2009. حيث عملت من القاعدة الجوية في البصرة وفكرت عندما قبلت وظيفة صنعاء ان تكون اقل صعوبة. وتخشى الان من ان تقوى القاعدة في المدى المتوسط وبالتالي زيادة المخاطر على الاجانب في اليمن.
وهذه المخاطر ادت الى اغلاق النادي البريطاني في صنعاء. فيما قامت السفيرة باعادة النظر في خطط الاتصال والتنسيق مع البريطانيين في اليمن خشية حدوث اختراقات. وتعلق قائلة ان بعض دول الاتحاد الاوروبي تعتقد ان بريطانيا تقوم برد فعل مبالغ فيه لكن الامور لن تتحسن قبل ان تمر بمرحلة صعبة. وبالاضافة للمخاطر التي تواجه عمل السفارة في صنعاء ومتابعة مشاريع التنمية وحماية البريطانيين في اليمن تلاحق السفيرة قضايا جنائية من مثل اقناع الحكومة بتسليم يمني مطلوب بقتل فتاة نرويجية عام 2008 وتقول ان عائلته غنية وان الرئيس متردد في تسليمه. وتقول انها ستظل تحاول حتى يتم تسليمه لكي يقف امام المحكمة. وايا كانت نتيجة المحاولات فبريطانيا لن تقطع المساعدات بسبب القضية خشية زعزعة استقرار البلد لان تحقيق الامن وهزيمة الارهاب يأتيان في المرتبة الاولى.
وجاءت تصريحات غيب في وقت قلل فيه مستشار الرئيس اوباما لشؤون مكافحة الارهاب- جون برينان من اهمية التكهنات حول توتر العلاقات بين اليمن وامريكا قائلا ان الخلاف في وجهات النظر بين البلدين هو امر صحي وعلامة على صداقة جيدة. واكد ان الخلافات لم تعق التعاون بين البلدين في مواجهة الارهاب الذي تمثله القاعدة.
وكان المسؤول الامريكي يتحدث امام مؤسسة كارنيغي في واشنطن وبعد الكشوفات التي وردت في تقارير ويكيليكس والتي اظهرت صورة زئبقية عن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وصعوبات التعاون معه بسبب مواقفه المتقلبة. واشار برينان الى الوثائق بدون ذكرها باعتبارها عملا اجراميا كريها، وانه اتصل بصالح للاعتذار اليه قبل يوم من نشرها 'قلت للرئيس صالح انه من سوء الحظ ان يتم نشرها وآمل ان لا تسبب اي مشاكل له وللحكومة والشعب اليمني'.
واكد ان الحكومة الامريكية تدفع دائما الحكومة اليمنية لتحقيق اصلاحات سياسية ومواجهة القاعدة. واعترف ان اليمنيين يشتكون من بطء المساعدات والمصاعب البيروقراطية التي ترافقها.
*القدس العربي
تعليقات
إرسال تعليق