* *
****
*محمد حيدره مسدوس*
* *
في هذا التوضيح أود القول بان حرب الشائعات والمهاترات الاعلاميه التي اتسعت
هذه الأيام بين الجنوبيين هي من صنع المخابرات دون أن يدرك أصحابها ، وهي تهدف
إلى تمزيق الجنوب جغرافيا وضياع قضيته . فنحن هزمنا في حرب 1994م ، والمهزوم
عادة ما يكون ميدان لكل المخابرات . وللمزيد من التوضيح نورد التالي :****
** **
*أولاً:* بعد إعلان الوحدة عثرنا على وثيقة سريه لقائد أسطول حربي في المحيط
الهندي تابع لدوله كبرى ، تقول هذه الوثيقة التي كتبت في أوائل السبعينات من
القرن الماضي ، بان عواصم ثلاث من بينها صنعاء قد اتفقت على إسقاط نظام عدن
وضم المنطقة الغربية من الجنوب إلى دولة صنعاء على شكل فيدرالي وهي المنطقة
التي قامت عليها دولة الجنوب العربي والتي كانت تسمى بالمحمية الغربية لعدن ،
وضم المنطقة الشرقية من الجنوب إلى دوله خليجيه على شكل كونفيدرالي وهي
المنطقة التي بقيت خارج دولة الجنوب العربي والتي كانت تسمى بالمحمية الشرقية
لعدن . وعلى أساس هذا الإتفاق تم تقسيم المعارضة الجنوبية المسلحة إلى قسمين
تمهيدا لتنفيذ هذا المخطط . حيث تم فرز المقاتلين من أبناء المنطقة الشرقية
وتشكيلهم في جيش سمي حينها بجيش الإنقاذ بقيادة شخص يدعى ((باعشن)) باتجاه
حضرموت ، وتم تشكيل بقية المقاتلين من أبناء المنطقة الغربية في جيش آخر
باتجاه عدن . ونتيجة لهذا الاتفاق قامت صنعاء بتغيير الكتب المدرسية في
المدارس وجعلت الخارطة الجغرافية لليمن الطبيعية إلى شبوه . وقبيل إعلان
الوحدة تم سحب هذه الكتب من المدارس واستبدالها بكتب جديدة تحدد الخارطة
الجغرافية لليمن الطبيعية إلى سلطنة عمان .****
** **
*ثانيا:* إن التمزيق الحاصل حاليا بين الجنوبيين وعدم وحدتهم تجاه قضيتهم
الوطنية الجنوبية يخدم هذا المخطط وقد يكون له علاقة بذلك . صحيح إن ترسيم
حدود الجنوب مع السعودية قد اسقط هذا المشروع ، ولكنه قد يكون باقيا على شكل
آخر ، وعلى الجنوبيين الذين انخرطوا في حرب الشائعات والمهاترات الاعلاميه ضد
بعضهم أن يدركوا ذلك ، وان يدركوا بأنهم قد أصبحوا يخدمون هذا المخطط وأنهم قد
جعلوا من أنفسهم أدوات تنفيذيه له سواء بوعي أم بدون وعي . كما إن رفع شعار
وعلم الجنوب العربي حاليا يخدم هذا المخطط . فهو يعني إسقاط شرعية ثورة أكتوبر
الجنوبية التي انخرط فيها شعب الجنوب بكامل فئاته الإجتماعيه من سلطنة عمان
شرقا إلى باب المندب غربا ، ويعني أيضا إسقاط شرعية دولة الجنوب التي وحدت
الجنوب والتي يطالب الشارع الجنوبي حاليا باستعادتها .****
** **
*ثالثا:* انه حتى لو سلمنا بصواب الجنوب العربي ، فان هذا المشروع لا يملك
مشروعية سياسيه ولا مشروعيه قانونيه قبل حل القضية مع صنعاء ، لان الذي أعلن
الوحدة مع الشمال نيابة عن الجنوب ككل هو من حضرموت . ولذلك فان ولادة مشروع
الجنوب العربي قبل حل القضية مع صنعاء هي مستحيلة . فهو ليس فقط حجه كافيه
لهروب صنعاء من الجلوس للحوار مع الجنوبيين لحل القضية فحسب ، وإنما أيضاً
مضربمصالح قوى دوليه وإقليميه أخرى لن تسمح بتمريره ، وسوف يتحول الجنوب إلى
ميدان صراع للمخابرات الدولية والإقليمية التي لا ترحم كما هو حاصل في
أفغانستان والعراق والصومال وغيرها لا سمح الله . ولهذا ومن اجل إنقاذ شعب
الجنوب من الضياع ، فانه يجب السير نحو مؤتمر وطني جنوبي شامل يتمسك بشعار
((تقرير المصير)) ويختار قياده سياسيه توافقيه يتمثل فيها الجميع تقود الشعب
نحو تحقيق هذا الهدف . صحيح إن الشعار المطلوب هو ((استعادة الدولة)) بعد أن
تم إسقاط مشروع الوحدة بالحرب باعتراف الجميع ، ولكن الجنوبيين لم يجمعوا على
هذا الشعار خوفا من عودة الحزب الاشتراكي ونظامه . حيث أنهم مازالوا يخلطون
بين الدولة كأرض وشعب وسيادة وطنيه وبين النظام السياسي كنهج للحكم . والاهم
من ذلك إن صنعاء تستطيع أن تقول ((لا)) لأي حل إلاّ حل ((تقريرالمصير)) .****
** **
*رابعا:** *إنني اجزم بأنه لا يوجد أمام الدول الراعية للمبادرة الخليجية
والمشرفة عليها من حل لقضية الجنوب غير النقطتين التاليتين ، أولهما : التسليم
بان حرب 1994م قد أسقطت مشروع الوحدة في الواقع وفي النفوس ، وان الوضع القائم
في الجنوب ليس وحده وإنما هو اسواء من الاحتلال ، وثانيهما : التسليم بأنه من
حق شعب الجنوب أن يرفض هذا الوضع وان يقرر مصيره بنفسه دون وصاية عليه . واجزم
أيضا بأنه لا يوجد أمام الأطراف الجنوبية غير التسليم بذلك ، والتسليم أيضاً
بالنقطتين التاليتين ، أولهما : التسليم بأنه لا سبيل أمامهم غير النضال
السلمي ، وثانيهما : التسليم بان هذا النضال مسؤولية الجميع وانه لابد من
السير نحو مؤتمر وطني جنوبي شامل لا يستثني احد من اجل إيجاد قياده سياسيه
موحده تقود الشعب نحو هذا الهدف ، لأنه بدون قياده سياسيه موحده يصبح الحديث
عن قضية الجنوب لا معنى له .****
** **
*خامسا:* إن هذه النقاط الأربع هي الحل الذي لا غيره أمام الجميع ، وأتمنى على
من تضرروا من النظام السابق في الجنوب أن يدركوا بان ما أوردته أعلاه وما
سأورده أدناه ليس دفاعا عن النظام السابق في الجنوب ، وإنما هو دفاعا عن شرعية
دولة الجنوب التي اختفت بعد إعلان الوحدة ، وان يدركوا أيضاً بأنني لست ضد
المحاكمة الادبيه لسلبيات الماضي ، ولكنني لست مع محاكمة الايجابيات . فوحدة
حضرموت مثلا التي عجزت سلطنتي الكثيري والقعيطي عن تحقيقها هي من ايجابيات
الثورة والدولة في الجنوب ، ووحدة الجنوب ككل في دوله وطنيه واحده والتي عجزت
كل السلطنات وحتى بريطانيا عن تحقيقها هي من ايجابيات الثورة والدولة في
الجنوب ، والقضاء على الثأرات القبلية وتوفير الأمن والاستقرار في عموم البلاد
والتي عجزت السلطنات وحتى بريطانيا عن تحقيقها هي من ايجابيات الثورة والدولة
في الجنوب ، وتأمين الملاحة البحرية الدولية في باب المندب وخليج عدن منذ
الاستقلال حتى إعلان الوحدة مع الشمال هي من ايجابيات الثورة والدولة في
الجنوب ، ومنع الفساد في أجهزة الدولة ونظافة يد الحكام من الفساد ونهب المال
العام هي من ايجابيات الثورة والدولة في الجنوب .... الخ . فلم توجد نزاهة
ونظافة يد من نهب المال العام والفساد مثل ما وجد ت في حكام الجنوب السابقين
بعد أن شاهدت منازل المسؤلين الشماليين في القاهره ، وبعد ما قالته وسائل
الإعلام عن المسؤلين العرب ، وأتمنى على من بقي منهم على قيد الحياة ، أن
يحافظوا على هذه الميزة التي لا يوجد ما يدخلون به التاريخ من ميزه غيرها .
أما السلبيات التي يمكن محاكمتها أدبياً ومحاكمة ما ترتب عليها من نتائج سلبيه
أخرى ، فهي فقط في الموقف من الملكية الخاصة والموقف غير المشجع من الدين ،
وكذلك في الموقف العاطفي تجاه الوحدة مع الشمال . كما إنني أتمنى أيضاً على
الجنوبيين الذين تضرروا من النظام السابق في الجنوب بان يزيلوا من عقولهم عودة
الحزب الاشتراكي ونظامه ، لأن الديمقراطية قد حسمت هذه المسألة . فلن يحكم
الجنوب بعد حل القضية مع صنعاء غير صندوق الإقتراع . وبالتالي ليس هناك داعي
للخلط بين الماضي والمستقبل ، وأتمنى كذلك على الجميع بان يتأملوا تماما في
كلمات الزعيم ((مندلا)) عندما قال : لو عاقبنا البيض على ما فعلوه أثناء حكمهم
لبررنا أفعالهم وأصبحنا مثلهم .****
** **
*سادسا:* لقد سأمنا من الصراعات الداخلية ودفعنا ثمنها ومازلنا ندفعه ولا نريد
تكرارها . فقد أدركت بعد أحداث الرئيس ((سالمين)) بأننا قد أخطأنا على الرئيس
قحطان الشعبي وانه كان على صواب ونحن على خطأ . ومنذ ذلك الوقت ابتعدت عن
الصراعات الداخلية وظللت حتى الآن اعمل على المصالحه بين الجميع . حيث اكتشفت
بان أية صراعات داخليه مهما كانت مبرراتها هي ضد مصلحة الوطن بالضرورة . ولذلك
فان الخلافات الحالية بين الجنوبيين هي ضد قضية الجنوب بكل تأكيد . فإذا كان
الكل مجمعين على إن حل القضية مع صنعاء يشترط وحدة الجنوبيين ، فانه من
البديهي أن تكون هذه الخلافات ضدها . وأنا عند ما أقول مثل ذلك أدرك بان عدم
انحيازي إلى أي من الأطراف المختلفة قد عرضني ويعرضني للإسأه من قبل الجميع
ويجعلهم يسخرون مني ، ولكنني مع كل ذلك أتعامل معهم باحترام خدمه للقضية ،
لأنني أرى ما لا يرون . فانا أريد أن اجعل منهم قياده سياسيه لاستعادة وطن ضاع
، ولا اعتقد بان من يفرق بين الجنوبيين له علاقة بقضية الجنوب .****
** **
*سابعا:* إننا إذا ما ظللنا ممزقين ونستجر الماضي ، وإذا ما ظل كل واحد يرى
نفسه قياده ، فان الجميع سيضيع وسيظل الجنوب شعبا بلا قياده ، لأنه من غير
الممكن موضوعيا ومن غير المعقول منطقيا بان يكون الكل قياده والكل قاعدة ، أي
أن يكون الكل سياسيين والكل ميدانيين . فلو كانت السياسة مثل الانترنت أو مثل
السوق من جاء دخله ، لما كانت هناك حاجه للسياسيين والأحزاب السياسية ولما
كانت هناك حاجه للعمل السياسي أصلاً . حيث أن السياسة هي وظيفة عقليه وليست
وظيفة عضلية ، وهي لذلك موهبة إلهيه . فلو كان كل الناس بلا مواهب عقليه ولم
يجيدوا غير العمل العضلي أو كل الناس مواهب عقليه ولا يجيدوا غير العمل الذهني
، لكانت تعطلت الحياة الإنسانية . وفي هذا الاتجاه قال احدالفلاسفة : إن
الكبار ( يقصد كبار العقول) يناقشون الأفكار ، والمتوسطون يناقشون الأشياء ،
والصغار يناقشون الأسماء ، وكل منهم فاشل في وظيفة الآخر . فهل لنا أن نعترف
بهذا التقسيم الرباني لقدرات الناس ونجعلها مكمله لبعضها كما أراد لها الله
أن تكون ، لان الكمال هو لله وحده ؟؟؟. وهل لنا أن ندرك بان نقطة الضعف
القاتلة عندنا هي في غياب القيادة السياسية الموحدة وغياب العمل السياسي
والإعلامي المنظم ؟؟؟. هذا وفي الختام فأنني أود هنا بان أوجه اسئله ستة إلى
الإداره الامريكيه زعيمة العالم ، وهي :****
** **
1- هل تعرف الاداره الامريكيه بان الاستعمار الأوروبي السابق كان يفصّل شعوب
العالم الضعيفة على مقاس مصالحه الخاصة دون أن يأخذ بعين الاعتبار مصالح هذه
الشعوب ، وانه بسبب ذلك ثارت عليه هذه الشعوب وطردته ؟؟؟.****
** **
2- إذا كانت الاداره الامريكيه لم تدرك ذلك فعليها الآن بعد تجربتها القصيرة
في ذلك أن تدركه ، وإذا كانت تدرك ذلك فلماذا تكرر هذا الخطأ وهي تدركه ؟؟؟.***
*
** **
3- لماذا الاداره الامريكيه حاليا تفصّل قضيتنا الجنوبية على مقاسها وتصر على
فرض حلها في إطار دولة الشمال خارج إرادة شعب الجنوب؟؟؟.****
** **
4- لماذا الاداره الامريكيه تصر على فرض حل لقضية الجنوب عبر حوار يمني شامل
وكأنها قضية سلطه ومعارضه ، وهي تعرف بان قضية الجنوب هي قضية وحده سياسيه بين
دولتين تم إسقاطها بالحرب ، وان هذه القضية هي بين طرفين وليست بين أكثر من
طرفين ، هما : الشمال والجنوب ؟؟؟.****
** **
5- لماذا جعلوا هذا الحوار اليمني الشامل يكون بعد الانتخابات وليسقبلها
، وهم يدركون بان تمريرها في الجنوب سيكون على حساب قضية الجنوب ، ويدركون بان
فشلها سيكون على حساب المبادرة الخليجية ، وان البديل لأيا منهما هو العنف ؟؟؟.
****
** **
6- لماذا الاداره الامريكيه لم تسلم بحق شعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه دون
وصاية عليه وهي تعلم بأنها لا توجد شرعيه لأي حل إلا باستفتاء شعب الجنوب عليه
؟؟؟.****
** **
23\1\2012م
--
*(ابوسهيل2011*)
--
*(ابوسهيل2011*)
تعليقات
إرسال تعليق