نبيل القعيطي شهيدا ..

استشهاد نبيل القعيطي ..
اليوم رحل البطل نبيل القعيطي ...في لمحة بصر
ماذا سأكتب؟!!وقد أبيضت محابري، ووهنت كلماتي، وحروفي أصابها الكبر والعجز، وطريقها مظلمة موحشة، أحدودب قلمي، وصار يمشي متكئا متثاقلا، جفت عيناة من الحزن، يخشى بياض الورق، ترعبه استقامة الأسطر، أمتقع لون الحبر ألما، أي اللغات ستكتب؟؟؟ ولغتي صارت تزفر الحرف دمعا، وتتقيء الكلمات وجعا...
أيها اللغة فلتلبسي السواد، ولتعلني الحداد، وأنت أيها الحرف فلتبكيه، فمثله يستحق البكاء...أيها القلم ما الذي يؤخرك؟؟؟
فلتذرف الدمع، وتنفث الوجع والألم، أعلم بأن الحزن يثقل كاهلك، وأن الأسى جاثم على صدرك...
أنه الحزن، يعزف على أوتار قلبي، يسيح نهر من الدموع، لا أستطيع أن أداري حزني، أو أدفن آثاره، فذكراك يجعل الحزن يتمرد علي، فأرى العالم كئيبا، تظلله غمامة ثقيلة، فلا تذق نفسي إلا المر والكآبة...
اليوم أحسست بأن السماء طويت، وأن الأرض تبدلت، وضاقت بما رحبت، والنجوم علينا تساقطت، وكأن السماء تنقص من أطرافها، وسحبها البيضاء صارت سحب سوداء، فأمطرت علينا  الحزن والأسى،والأرض غمرها طوفان الدم، والليل أقبل متسربلا بجلباب مرعب مظلم، فطال حتى أحسست بألا نهاية له، وأقبل الفجر تجرجره الكآبة، والشمس فقدت الإبتسامة، حينها أحسست ماذا يعني أن تفقد أخ أو صديق أو حبيب أو قريب، عرفت كيف يكون الألم، وماذا يعني الجرح...
آآآه نبيل، أيها البطل المحارب، يا من لا يخشى الشدائد والنوائب، يا من كنت محبا وبارا للأقارب...
جفف الحزن مآقينا
وأظلمت بعدكم ليالينا
رحلت تاركا جرحا لن يندمل، رحلت مخلفا حزنا عميقا بين أهلك ومحبيك
أيقنت بأن الحياة لا معنى ولا قيمة لها، فأعددت نفسك للبطولة والفداء،
من لا يعرف البطولة؟؟؟ فليسأل عن ذاك البطل، كان حرا، أبيا، شهما، شجاعا، كريما، وفيا، عطوفا، نبيلا، مخلصا، ولوالديه وأقاربه وأصدقائه ووطنه محبا وبارا، لم يترك من الخصال والشيم الحميدة شيمة إلا تقلدها وتوسمها...
لقد كنت صادق الأخلاص، ثائرا...مناضلا... وفيا... طاهرا... نزيها، طلق المحيا، لا تفارقك الأبتسامة...
رحل ذلك البطل وقد كتب اسمه في سماء المجد، رحل بعد أن نقش بطولته في جبين الوطن، رحل تاركا مآثره في صفحات التاريخ...ستبقى خالدا في قلوب كل الثائرين لانامت اعين الخونه والجبناء ..ابوسهيل ..لحج

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان