حبيل جبر ردفان --------------- دعاء سويدان
نعمة الرحمن هطلت
على البيوت العتيقة، إمتزج رذاذها بجدرانها الصخرية، وإنسكبت حباتها لتروي الأرض
العطشى. بين صخور الجبال، إنهمرت الأمطار سيولا وجرت في الوديان المجاورة. وديان
افترشت أرضها بلون الطبيعة، وظللتها أوراق الأشجار النادرة. هذا ليس وصفا للوحة
فنية رسمتها أيادي مبدعة، إنها لوحة رسمها الخالق بجمالاتها وبساطاتها وسكينتها.
إنها حبيل الجبر.
هنا وادي ذي ردم
ووادي تيم والقرى المتناثرة على سفوح الجبال وفي أقصى الوديان. هنا المديرية المتأصلة
في التاريخ. كل ما في حبيل الجبر يدل على حضارتها وأصالتها وتراثها العريق. أسماء
تعود إلى الحضارة الحميرية، وأبنية حجرية لم يبدلها الزمن، ولم يترك العمر آثاره
عليها. من تيماء الإخضرار والجمال، استنبط اسم أشهر واديها، وتيمنا باسم أحد أشهر
آل حمير، سمي وادي ذي ردم. أسماء قد تتكرر في محافظة لحج وسواها، ما دام التاريخ
واحد.
على خيرات
الطبيعة، يعتمد أهالي المديرية لتأمين قوت يومهم. يزرعون الذرة والدخن والسمسم
واللوبياء، ويرعون الماشية. حواجز مائية وسدود تجمع الأمطار الموسمية، ومدافن خاصة
لحفظ الثمار الطازجة.
وبين الأعشاب
والأشجار، تجذب شجرة السدر المنتشرة بين الواديين عين الناظر. من رحيق أزهارها، ينتج
النحل أجود أنواع العسل. عسل هو الدواء الشافي لمختلف الأمراض هنا.
على سفوح جبال
حبيل جبر، تستريح البيوت منذ آلاف السنين. من حجارة الجبال البيضاء والسوداء،
وأغصان السدر، بناها الأجداد وتوارثها الأبناء والأحفاد. وهربا من نيران المعارك
المشتعلة بين القبائل آنذاك، لجأ الأهالي إلى الجبال للسكن. وكلما إزداد البناء
علوا في القمم، كلما ازداد المالكون إعتزازا وإفتخارا.
هكذا، بقيت
الأبنية وما جاورها من أراض خصبة وأشجار نادرة ومنتجة، شاهدة على جمالات المدينة وبساطتها.
تعليقات
إرسال تعليق