الشهيدعلي الحدي

حتى الرمق الأخير، لم يتزحزح علي صالح الحدي عن موقف أو مبدأ أو قناعة، وفي أحلك لحظات عمره وأشدها صعوبة، بقي صامدا في بيته وأرضه ووطنه. أدرك تماما أن رصاصات الإحتلال تتربص به، إلا أن تهديدها لم تثنيه عن نضاله في الميادين، ولم تمنعه يوما من التنقل والتجول في مدينة زنجبار لتفقد أوضاعها ومشاركة أهلها أحزانهم وأفراحهم.
نالت رصاصات الإحتلال من الحدي، منحته لقبا يليق به... فغدا شهيدا. غاب جسده عن بيته وأحبابه وإخوته في النضال، ولم تغب روحه يوما. حضرت بتاريخها البطولي وإنجازاتها الميدانية، ومواقفها الثورية. أحد من مدينة زنجبار ومدن الجنوب كافة، لم ينسى مآثر الحدي في حرب أربع وتسعين. صور قتاله إلى جانب جيش جمهوية اليمن الديمقراطية ضد جيش الإحتلال حاضرة في أحاديث الجنوبيين، ومشاهد مشاركته في مسيرة العسكريين الجنوبيين في السابع من يوليو عام ألفين وسبعة حفرت في الذاكرة، ومواقفه الثورية الرافضة للإحتلال يرددها المتظاهرون في الفعاليات السلمية حتى اليوم.
وأحد من الجنوبيين، لم ينسى أيضا مشهد موته. هذا بيته المحروق. في داخله حوصر الشهيد الحدي بدبابات الإحتلال ومدفعياته ومدرعاته. قاوم وقريبه محسن الحدي إطلاق النار من أسلحة المدفعية منها والرشاشة، وقذائف ال آر بي جي لساعات حتى لفظ أنفاسه الأخيره. حقد الإحتلال لم يشفى بعد من القائد الميداني. إقتحموا المنزل وسحبوا جثته ونكلوا بها. قطعوا أوصاله وشفتيه وأحرقوه. ليبقى استشهاد الحدي وصمة عار على جبين كل من تخاذل وباع وطنة مقابل حفنة من المال.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شهداء الجنوب محافظة لحج ---

مسيرة الزحف الى عدن --- ردفان