اليكم شهدائنا الأبرار..

هزني الشوق لذكراكم ايها الاحبه،!
لقد هزني الشوق، وعصفت بي الأحداث، وساقتني المواقف لذكراك، أرجوكم أن تسامحوني، فلست بأرادتي..!!
يا لقساوة الموت!!
يأتي فيأخذ جزءا منا، فيترك الجزء الآخر بلاحياة، فلم يبق لنا شيئا، يرحلون أهل الكرم، أهل الوفاء، أهل الشهامة، أهل الأخلاق والقيم والمبادئ، أهل الإيثار والوقار، فما الذي يبقي ؟؟؟ يبقي أهل اللؤم، فقيري الأخلاق، بائعي الضمير، وقاتلي القيم والمبادئ، ناكري الجميل والمعروف، يبقي الأناني...
يرحل عنا من لا يستحق الموت، ويبقى من لا يستحق الحياة، يرحل عنا عظماء الأخلاق، أصحاب المبادئ النبيلة، والمواقف العظيمة، والمعاملة الحسنة الكريمة...
كلما مررنا بمعضلة، يظل طيف خيالهم حاضرا أمامنا، كلما جرحت مشاعرنا، هبت رياح الشوق إليهم، كلما كسرت قلوبنا عصف بنا الحنين إليهم، تظل مآثرهم صورة حية أمامنا، فقد كانوا لنا بلسما ودرعا وخير معين...
ما أحقر هذه الحياة!!! فلا قيمة لها بعدهم، ولا مذاق لنعيمها بدونهم، ليتنا رحلنا قبلهم، أو ليتنا ما عرفناهم، ولا أسكناهم قلوبنا، ما أقسى الموت!!! لا يعرف طريقا للرحمة، يأخذ أخاك وصديقك وقريبك، ليجعلك تموت قبل أن يموت، يجعلك تموت ألف مرة، تموت وأنت تنظر وتتحرك، فلا قيمة للحياة بدونهم، فالحياة بعدهم حزن وألم وعلقم...
لكنها سنة الحياة، ومشيئة القدر، ونحن نؤمن بها، رحمة من الله تغشاكم شهدائنا الابرار في أعياد الثورة اكتوبر نوفمبر ..