الوحدة او الموت


الوحدة أو الموت، الوحدة صلاة سادسة، الوحدة مقدّسة... على هذا الأساس يتحاور نظام صنعاء وعملاؤه، وعلى هذا الأساس أيضاً يتقنون لعب دور المستمِع للرأي والرأي الآخر، على مأدبة حوارٍ، لا طاولة متحاورين.
وفي الوقت الذي يساوم فيه بعض الجنوبيين على القضيّة العادلة في محافل المحتل اليمني، يصرّ الأخير على اعتبار وجودهم وعدمه سواء. هم خرجوا عن الإجماع الشعبي معتقدين أن جانب المحتل يؤتَمَن، إلا أنّ ما جرى في قاعة حوار العائلات قد يؤدّي ربّما إلى إيقاظ بصيرتهم والتحاقهم بصفّ الثورة السلمية، حيث أقدم مشاركون إصلاحيون فيما يسمى بالحوار اليمني على توزيع كتيب الموت للدفاع عن الدين والوحدة اليمنية داخل قاعة الحوار. كتاب حمل عنوان (مبادرة الإيمان والحكمة للخروج من ازمات البلاد)، وتضمّنت صفحاته شعار (الوحدة أو الموت)، وحثاً للجنوبيين المشاركين في المؤتمر على الموت في سبيل القضايا المصيرية، إضافةً إلى عباراتٍ تشرح بشكل صريح أنّ مشروع الوحدة خطّ أحمر، وجاء في إحداها: (لا شك أننا كشعب مسلم وجزء من الأمة الإسلامية لنا قضايا مصيريه حددها ديننا واوجب اتخاذ اجراء الحياة او الموت تجاه كل ما يمكن ان يتهددها او يحتمل ان يشكل مساسا بها ومن هذه القضايا قضيه وحدة البلاد والدولة).
إذا ما عدنا بالذاكرة إلى العام 94، تتجلّى لنا نتائج مشروع الوحدة بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. نتائجٌ جلّ ما فيها قتل وتدمير واعتقالات وانتهاكات بالجملة. تلك الوحدة كانت في واقع الأمر وحدةً على الظلم والتنكيل بحق الجنوبيين، الذين أُزهِقَت أرواحهم بفعل فتاوىً تكفيرية تمّ إصدارها، ومازال مصدروها حتى اليوم يصولون ويجولون على أجساد أبناء الجنوب المحتل، في ظلّ التعامي الدولي والحقوقي عن ذلك، فعن أيّ وحدة يتحدّثون؟

تعليقات